أنجبت الكثير من القرى والهجر والمحافظات الواقعة خارج المدن الكثير من الشباب المتميزين فكرياً وعلمياً وثقافياً ، فساهموا في نهضة وطنهم وفي خدمة دينهم ومليكهم ومجتمعهم .
هؤلاء الشباب أثبتوا أن التميز ليس حكراً على مكان معين ، لأن من أجتهد وكافح وسعى سينال التفوق .
فهذه القرى والهجر هي في حاجة إلى أبناءها الذين تربوا على ترابها ثم غادروها إلى بقية المناطق الأخرى ، وقد شاهدنا خلال الأشهر الماضية تجارب جميلة قام بها بعض شباب هذه القرى والهجر تجاه هجرهم وقراهم و تستحق أن يشاد بها وتبرز للجميع لتكون قدوة للأخرين.
ما جعلني أكتب هذا المقال هو المبادرة الجميلة والغير مستغربة التي قام بها أبناء خليص من الأطباء عندما اجتمعوا وقرروا فتح عيادات تطوعية في مستشفى خليص لعلاج سكان محافظتهم وخصصوا جزء من وقتهم للتواجد في هذه العيادات لعلاج المرضى ، وكذلك ما قام به أبناء محافظة الكامل من الأطباء حينما قاموا بعمل مجلس إستشاري طبي تطوعي لدعم الخدمات الصحية لأبناء المحافظة.
فهذا العمل الذي قدمه هؤلاء النخبة من أبناء هذه المحافظات والقرى خدمة يشكرون عليها وتسجل لهم بماء الذهب .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو أين الآخرين؟ نحن في حاجة إلى أبناء هذه القرى والهجر والمحافظات في كافة المجالات.
فنحن في حاجة إلى المهندسين من أبناء هذه المحافظات والقرى والهجر لتقديم خدمات تطوعية ، فهناك مشاريع متعثرة وهناك شركات تحتاج إلى مشورة هندسية من المختصين من أبناء هذه القرى والهجر لمساعدتها .
وكذلك نحن في حاجة إلى الإعلاميين لنبش تاريخ هذه القرى والهجر وأبرازه للعالم عبر وسائل الاعلام المختلفة، إضافة إلى كشف ما تحتاجه من خدماته وتقديمه لصاحب القرار .
وكم نحن في حاجة إلى أهل العلم والفكر والتراث والرياضة لنشر الثقافة وإقامة المنتديات الثقافية والفكرية والرياضية لشباب هذه القرى والهجر .
كذلك نحن في حاجة إلى رجال المال والأعمال من أبناء هذه القرى وهم كثر للمساهمة في تطوير هذه القرى والهجر ومساعدة الجهات الحكومية في تشييد المباني وفتح الطرق وبناء المساجد ، وكم نحن في جاجة إلى المعلمين وإلى رجال الدين وإلى المشايخ لكي يؤدي كل واحد دوره في خدمة مجتمعه.
كم نحن في حاجة إلى الشعراء للمساهمة بشعرهم في تنمية قراهم وهجرهم وكشف ما تحتاجه من احتياجات للمسؤولين.
وكم نحن في حاجة إلى أعضاء المجالس البلدية وإلى مشايخ القبائل وإلى المؤثرين والأعيان لمتابعة إيصال الخدمات لهذه القرى والهجر .
نحن لا نستغني عن أحد فالجميع يتحمل جزء من المسؤولية.
سلمان السلمي
مقالات سابقة للكاتب