خصص ابن خلدون فصلا كاملا في مقدمته، عنوانه ” التعليم للعلم من جملة الصنائع ” ؛ مما يدل على أن مواهب المعلم واستعداداته تحتاج إلى الصقل والمران والتدريب، فالنمو المهني هو قوام المعلم الناجح، وإلا لأصبح كل من يتقن اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة مؤهلا لأن يكون معلماً.
-في كتاب ” لا تتحدث أكثر من طلبتك ” وفي بعض الطبعات عنوانه ” لا تعمل أكثر من طلبتك ” ، وكلاهما صحيح ، قال البلغاء : كل علم كثر على المستمع ولم يطاوعه الفهم ، ازداد القلب به عمى ” ، فلقد كان معلمنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم أفصح الناس لساناً وأوضحهم بياناً وأوجزهم كلاماً.
-أوصى سيدنا الخضر إلى سيدنا موسى عليه السلام : ولا تكونن مهذاراً ؛فإن كثرة المنطق تشين العلماء وتبدي مساوئ السخفاء، ولكن عليك بالاقتصاد، فإن ذلك من التوفيق والسداد”
-“يصف الإمام الغزالي المعلم بأنه نور من أنوار الرسول صلى الله عليه وسلم ، يصلح للاقتداء”، فتدريس الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه كان بطرق وألوان كثيرة ومتعددة، وهي :
– تارة يكون سائلاً وتارة مجيباً
-يعلم بطريقة الكتابة، وتارة بطريقة الرسم ، وتارة بالتشبيه أو التصريح.
-تارة بطريقة الإبهام والتلويح
-يمهد لما يشاء أن يعلمه تمهيداً لطيفاً ، وتارة يسلك طريقة المداعبة.
-تارة يسأل أصحابه وهو يعلم ، ليمتحنهم بذلك.
-يسألهم ليرشدهم إلى مواضع الجواب ، وتارة يلقي إليهم العلم قبل السؤال.
-تارة يسلك سبيل المقارنة بين الأشياء.
-وتارة يشيد إلى عللها لذكر جوابها .
وأخيراً أحبتي وزملائي المعلمين يكفيكم ويكفينا احتراما للمعلم ما جاء في ثواب المعلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ) .
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
عيد سمران المرامحي
مقالات سابقة للكاتب