التضحية

الأخ هو العضد والسند بعد الله سبحانه وتعالى ، فقد قال الله سبحانه لموسى عليه السلام حين أرسله إلى فرعون الطاغية ( سنشد عضدك بأخيك ) الآية.

والأخوة تكاتف وتعاضد …. والتنافس في شتى المجالات الإنسانية لا تلغي آصرة الأخاء ، فلقد إطلعت مؤخراً على فيديو مؤثر جداً يظهر مدى قوة الأخوة ففي بطولة العالم لـ ( الترياثلون ) التي جرت بالمكسيك ، عندما قام البطل الاولمبي البريطاني أليستير براونلي بمساعدة شقيقه الأصغر لإكمال السباق بعد إنهياره بدنياً على مشارف خط النهاية ، وكان الشقيق الأصغر جوني براونلي في طريقه للظفر بالمركز الأول في السباق وبالتالي بلقب بطل العالم ، لكنه إنهار بدنياً في آخر 200 متر وساعده آخوه أليستير على إكمال السباق في محاولة يائسة ليحتل المركز الأول ويفوز باللقب الذي ذهب للأسباني ماريو مولا .

فقد قام شقيقه أليستير الذي جرى خلفه بمساعدته على النهوض ، فوضع ذراعه فوق كتفه ثم سار به لخط النهاية ، بل دفعه لأن يسبقه في إنهاء المسابقة محتلاً المركز الثاني وآثر أن يتقدم عليه من أن يحرز هو المركز الثاني ، فقد تغلبت الأخوة على المنافسة في نيل اللقب والجوائز ، وهذا الأمر غاية في التغلب على الأنانية والأثرة وحب الذات ، فهل هناك جائزة تعدل هذا العمل النبيل من هذا الأخ المضحي ..

وخلاصة القول أن الأخوة الإنسانية تأتي في المرتبة الأولى وقبل الظفر بالميداليات الذهبية والألقاب التي يسيل لعاب كل الرياضيين لنيلها والظفر بها ، فالأخوة هي الفوز الحقيقي الأكبر والأغلى على الإطلاق ولا يضاهيها لمعان الذهب أو الجوائز القيمة والألقاب البراقة … فالإنسان هو الكنز والغنيمة التي يظفر بها كل من أراد علو الشأن والظفر بكرم الأخلاق والنبل والشهامة ..

الأخوة لا تقدر بثمن والنفس الإنسانية أن جُرِّدت من الأطماع تضرب أروع مثل في التضحيات والتنازل لصالح الأخاء ، والأروع من ذلك عندما تعلوا المجتمعات وترتقي لتضرب أروع الأمثلة في التضحيات لصالح كل فرد في المجتمع وليس للأخ الشقيق فحسب .. هنا يكون المجتمع هو المجتمع المثالي بحق .

 

إبراهيم يحيى أبو ليلى

مقالات سابقة للكاتب

2 تعليق على “التضحية

نويفعة الصحفي

وخلاصة القول أن الأخوة الإنسانية تأتي في المرتبة الأول..
بالفعل الأخوة لا تقدر بثمن ، ولا نقصد فيها اخوة النسب فحسب بل الأخوة الإنسانية تلك اعم وأشمل ..
مقال قيم جدا به مبدأ حياة وخط سير للإنسانية لو تجردت من الأطماع
شكرا للكاتب القدير تعودنا منه الأروع دائما وشكرا لصحيفتنا الرائعة بها نفخر .

احمدمهنا

من أقوى الروابط الاسلامية والمنن الربانية على الناس إذ أسلموا..
(فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا) شكرا للكاتب مقاله قيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *