قرأت حكمة تقول ( قيل لأعرابي : لقد أصبح رغيف الخبز بدينار ، فأجاب : والله ما همني ذلك ولو أصبحت حبة القمح بدينار ، أنا أعبد الله كما أمرني وهو يرزقني كما وعدني ) ، فعلمت أن أولئك القوم قد منحهم الله إيماناً تتصاغر أمامه كل مصائب الدنيا ، فقد علموا أن الرزق مكفول من قبل خالقهم الرزاق الذي يرزق الدودة في جوف الصخرة ، ويرزق الحوت في أعماق البحار ، فارتاحت نفوسهم وسكنت ضمائرهم ، ولذلك قال بعضهم ( اللهم أرزقنا إيمانا كإيمان العجائر) وهو إيمان الفطرة التي فطر الله الناس عليها إذ لا خوف من نقص الرزق ما دام الرزاق موجود سبحانه.
فأقول لمن خاف من تحول الأمور والخوف من الفقر ونقص في الأموال ، رويدك فقد ولدت لا تملك شيئاً فتكفل الله برزقك إلى أن كبرت وسيستمر إلى أن نلقى الله ، ولنعلم أن الرزق والأجل خطان متوازيان فلن ينقطع أحدهما حتى ينقطع الآخر ، وأعلم أخي يا من يخوفه الشيطان من الفقر أن كل ما يصيبك هو خير لك فالذي نجى يونس من بطن الحوت بعدما حفظه فيه قادر على أن ينجيك مما تخاف ، و ثق بخالقك ولا تفكر في رزق غدٍ فإنه مكفول .. فـ هذا اليقين والتقوى يجلب سعة الرزق لأن الله قد أخبرنا بذلك في قوله تعالى (ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ، وعلينا أن نتذكر إن إصابتنا ضائقة فإنما هي بسبب ذنوبنا وتقصيرنا وربما هو نتاج ما كنا نقوم به من سرف وبطر النعمة ، والله أراد برحمته أن ينبهنا ببعض الإبتلاءات ليذكرنا بما نسيناه من شكر النعم التي كنا نغفل عنها.
ولنتذكر كذلك أنه لا تنزل عقوبة إلا بذنب ، ولن ترفع إلا بتوبة فليراجع كل منا نفسه ، والتكافل والتعاضد بين أفراد المجتمع يجلب رحمة الله ، والحدب على بعضهم يورث رضاه .. فنسأل الله السلامة لنا ولكل مسلم على وجه الأرض … وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
إبراهيم يحيى أبو ليلى
مقالات سابقة للكاتب