بعد طول غياب وفترة انقطاع دامت أكثر من 60 عاماً ، اجتمع شمل الأحبة والأخوة مرة أخرى بين أبناء قبيلة الحميرات من “حرب” بمحافظة خليص ، بأخوانهم وأبناء عمومتهم من قبيلة الحميرات بمحافظة الليث ، في ليلة تحدثت فيها لغة العيون قبل حديث الألسن وكأنها تقول لماذا كل هذا الغياب ؟! ، وامتزجت فيها المشاعر بين فرح اللقاء وحنين الماضي البعيد ، ولا عجب في ذلك إذا كان من ستقابله رفيقاً أو ابن عم باعدت بينك وبينه طول المسافات .
وقد وصل وفد الضيوف عند الساعة الثامنة مساءً إلى مقر الاحتفال في مركز الرواد بشرق خليص ، حيث كان في استقبالهم شيخ قبيلة الحميرات الشيخ عبدالله محمد الحميري ، وجميع أفراد القبيلة ، وأرحامهم وجيرانهم ، وفور وصول الضيوف إلى مكان الاحتفال ، قاموا بغناء شعر الزومالة ، وما إن تم الرد على الزومالة حتى لجّ المكان بصوت التراحيب .
وقد اتجه الجميع بعد ذلك إلى المكان المخصص للحفل الخطابي الذي بدأ بمقدمة ترحيبية من مقدم الحفل الأستاذ خليفه الحميري ، ثم أعقب ذلك تلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم تلاها الشاب حسان الحميري ، ليتحدث بعدها الشيخ عبدالله الحميري شيخ قبيلة الحميرات بخليص ، في كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور عبدالغني الحميري ، الذي رحب بالشيخ عبدالعزيز علي الحميري شيخ قبيلة الحميرات بمحافظة الليث ، وشكر لهم الحضور والالتقاء بأبناء عمومتهم بعد طول غياب .
ولم يخلو الحفل من القصائد والكلمات الجزلة ، حيث ألقى الشاعر عبدالله الحميري قصيدة استعرض فيها تاريخ القبيلة وجذورها التاريخية المتأصلة ، أعقبها قصيدة جمعت جمال الصوت والمعنى للشاعر حسن الفارسي ألقاها نيابة عنه ابنه عابد الفارسي ، ثم قصيدة للشاعر الشاب عبدالمحسن اللبدي عبّر فيها عن فخره واعتزازه بأرحامه من قبيلة “الحميرات” وبالمحفل الكبير .
وفي ختام الحفل الخطابي ، قام الشيخ عبدالله الحميري بدعوة الضيوف إلى وليمة العشاء التي أقيمت على شرفهم وسط حفاوة بالغة ، قبل أن يتم توديعهم بمثل روعة الاستقبال .
