عندما ننزل إلى محطة الدنيا المزهرة وفيها من يستقبلنا بالفرح والسرور لنستقل قطار حياتنا الذي لا يتوقف ولا يريد لنا الراحة إلا في آخر محطة ترابية فهو يسير بنا من اول محطة ويسير بطفولتنا وبراءتها فلا يتوقف لنعيش كل حياتنا بطفولة بريئة بين لعب وضحكات وبكاء على أتفه الأسباب ليته وقف وتركنا ولم يرتفع وتتلوى قضبانه لينقلنا لمرحلة القوة والفتوة والشباب.
فنعيش مرحلة جميلة من معرفة الذات وحياة الصخب والعنفوان وتكوين الشخصية والبحث عن الاستقرار وكم تمنينا أن يقف القطار لكنه لم يقف وزاد من سرعته فبقينا ننظر لما سيكون أمامنا فما هي إلا هنيهة أو نحوها حتى بدأ منادي القطار ينادي بأسماء آباءنا وأمهاتنا وبعض الأقارب والأحباب وكانوا ينزلون محطة بعد محطة ولم ندرك أننا سننزل مثلهم وبطريقتهم حتى شابت لحانا واكتسح البياض روؤسنا وغزت التجاعيد وجوهنا وتمنينا وقتها أن يخفف القطار من سرعته لعلنا نقفز منه لنبقى على ما نحن فيه وبحثنا عن قائد القطار ونادينا بأعلى أصواتنا لكن لا مجيب والغريب أن السرعة زادت وسط دهشتنا فاستسلمنا للقطار ليقودنا إلى مصيرنا وننتظره ليتوقف في المحطة التي يريد أن ينادي فيها كل راكب بإسمه لينتظر كل منا متى يتوقف وينادي المنادي قد وصلت محطتك.
لينزل المُنادى لمحطته ويرى ما ينتظره..
عمران إبراهيم بكر فلاته
مقالات سابقة للكاتب