هو يوم خفيف لطيف في فكرته، لكنه تحوّل مع الزمن إلى أكبر حدث تسوّق في العالم، ففي هذا التاريخ 11/11 من كل سنة يحدث اختيار الرقم 1 مكرّراً أربع مرات، كان مقصوداً للدلالة على “الفرد” أو “الوحدة” بشكل رمزي ومرح.
بدأ في الصين عام 1993 تقريباً بين طلاب جامعة نانجينغ، حين كانوا شباباً عزّاباً أرادوا يوماً أنْ يحتفلوا فيه بأنفسهم بدل الشعور بأن الزواج شيء لازم أو ضغط اجتماعي.. يوم ضحك وفلة وتدليل للنفس.
بعد سنوات عدة، تبنت الفكرة شركة علي بابا التجارية، وقالت: “خلّينا نسوي تخفيضات في هذا اليوم” هنا انقلب الاحتفال من نكتة بين طلاب إلى مهرجان عالمي للمشتريات ! اليوم صارت المبيعات في الصين وحدها تتجاوز مبيعات الجمعة السوداء (Black Friday) و سايبر مانداي (Cyber Monday) مجتمعين.
وفكرة يوم العزاب أن:
-تدلّل فيه نفسك
-تشتري شيء تحبه
-تخرج مع أصحابك
-تعزم نفسك على عشاء فاخر
-تحتفل بذاتك سواء كنت أعزب باختيارك أو بظروفك
وفيه جانب ذكي، فالموضوع ما عاد مرتبطاً بـ”الوحدة” بشكل سلبي.. بل صار رسالة: أنا مكتفٍ بذاتي الآن، إن جاء نصيب فبخير، وإن ما جاء فالحياة فيها ألف معنى ولذة.
طيب .. هل هو فقط للصين؟ الجواب: لا .. انتشر عالمياً بفعل التجارة الإلكترونية. فكثير من المتاجر في هذا اليوم 11/11 صار لها عروض.
وأجواؤه عند الناس تختلف، فبعضهم يأخذ اليوم بحس فكاهي فيقول: “اليوم عيدنا يا عزّاب .. نطلع نحتفل على حسابنا لأن ما عندنا مناسبات عائلية مكلفة”.
وبعضهم يستخدمه كيوم تقدير الذات وتنمية شخصية.
والخلاصة أنه يوم خارج ضغط المجتمع، يقول: “أنا موجود.. أنا أحتفل بنفسي.. وحياتي لها قيمة سواء كنت مرتبطاً أو لا.
صحيح أن العزوبية حرية مطلقة، وتخلص من المسؤوليات والضغوط.. ولكن الحب والارتباط والثنائية في العلاقات أفضل من الوحشة العاطفية والفردية.
أحمد القاري
مقالات سابقة للكاتب