لا تقرصيني يا نحلة!!

مع مرور الزمن، تدرك أن قربك وتعاملك مع بعض الأقارب والأصدقاء قد يكون مصدراً لكوارث لا تحمد عقباها. قريبي، الذي يعمل في مجال ما، لم يدرك بعد حقوق القرابة ولا يعترف بالوفاء، وهذا يعكس قلة الأصل وسوء التربية. أصبح وجوده مثل الشوكة في حلق الأصدقاء، لأنه مؤذي!

تجربتي مع بعض الأشخاص قد تكون كارثة. أتذكر أنني في أحد معارض الكتاب تعرفت على كاتب معروف. عندما رأيت صورته في الصحف وقرأت بعض مقالاته، كنت أظن أنه إنسان راقٍ في فكره وثقافته وإنسانيته. لكن الطامة الكبرى حدثت بعد أن تعرفت عليه وأصبح بيننا زيارات ولقاءات. تأكدت أنه شخص يعاني من هوس عجيب للشهرة، ولو على حساب الآخرين. في الجانب الإنساني، لا يحمل أدنى أبجديات الإنسانية، بل إنه يسيء لكل من يعرفه، لأنه يرى أن التسلط على الآخرين عبادة تعينه على حياته المليئة بالهم والغم والنكد، والبعد عن الله!

بعض الناس تنخدع بهم، وهذا ليس مستغرباً، لأن الأصل إحسان الظن بالناس حتى يثبت العكس. لكن إبليس، الذي يسيطر على أعوانه، يجعلهم لعباً في يده للحصول على ملذات الدنيا الزائلة، ولو على حساب أهله وأقاربه وأبناء عمومته. وهذا هو، في رأيي، مرض نفسي خطير.

المشكلة أن هذه الكائنات الحية تنتشر في جميع مناحي الحياة، حتى يخيل للواحد منا أنه ينبغي عليه أن يعمل لهم “بلوك” من هاتفه النقال ومن دفتر صفحات حياته، لأنهم جبناء وأصحاب مصالح، ووجودهم في حياتنا صفحة سوداء تثبت سوء النية!

في كل مرة أكتشف تلك المخلوقات العجيبة، أشعر بالتعاطف معهم لأنهم منبوذون وليس لهم أي احترام، حتى لو وصل أحدهم إلى رتبة ومقام لا يستحقه. لسان حال معارفه الذين يتعاملون معه سيصل إلى جملة بسيطة تنهي ذلك الجدل البيزنطي: “لا تقرصيني يا نحلة ولا أريد منك عسلاً”. ربنا يكفينا شر من في نفسه شر، وإبليس لم ولن يمت. وليت قومي يعلمون!!

عيسى المزمومي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *