محمد بن سلمان

ليس مجرد اسمٍ يُتلى، بل خَتْمُ طمأنينة يوضع في نهاية الأزمات، وإشارةُ بدءٍ لحلولٍ كانت تظنّها الشعوب مستحيلة.
لا يجيء إلى الملفات ليقلّب أوراقها، بل ليقلب موازينها.
ولا يقترب من جراح الأوطان ليُواسيها، بل ليعالج جذور نزيفها.
تدور الأزمات في أروقة المنظمات الدولية،
وتتمطّى فوق شاشات الإعلام،
وتتعثر في دهاليز المفاوضات المغلقة،
حتى إذا التفتت الشعوب حولها لم تجد إلا سرابًا يلمع ولا يبلّ ريقًا،
ووُعودًا تُلقي كلامًا ولا تُثمر واقعًا.
يُطيل الناس الانتظار، وتثقل عليهم قيود العجز،
وتضيق بهم مسارب الحياة،
ثم تلوح لحظةٌ واحدة…
لحظة يُعلن فيها أن محمد بن سلمان سيتولى الملف.
فتتحول الدهشة إلى يقين،
واليأس إلى نافذة ضوء،
وكأن الفرج كان واقفًا خلف الباب ينتظر إشارةً ليدخل.
ما إن يضع يده على الأزمة حتى تتبدل ملامحها؛
الصعوبات التي أعجزت من قبله تتهاوى،
والعوائق التي حجبت نهاية الطريق تتشقق،
والطريق الذي بدا مقفلاً يمتلئ فجأةً بالمسارات الممكنة…
كأن الأرض هُيئت له،
وكأن الحلول كانت تبحث عنه قبل أن يبحث عنها.
أيُّ منهجٍ هذا الذي يعمل به؟
وأيُّ بصيرةٍ تلك التي ترى ما لا يراه الآخرون؟
وأيُّ قبولٍ عجيب جعل الخصوم قبل الأصدقاء يثقون بكلمته؟
فلا يُرد له طلب،
ولا تُغلق أمام شفاعته أبواب،
ولا يعلو صوتُ مفاوضٍ فوق منطقه؛
كأن الهيبة جزءٌ من ملامحه،
والحكمة ظِلٌّ يلازمه،
والحضور برهان.
وليس هذا موقفًا واحدًا لنقول إنه التوفيق العابر،
بل سلسلةٌ من النجاحات تتوالى،
يأتي كلٌّ منها بعد تحدٍّ وتصعيدٍ ومحاولاتٍ من غيره خائبة،
ثم فجأة…
يُعلن نجاحٌ أسرع مما توقع الخصوم،
وأعمق مما رجاه المكلومون.
ومع جسامة الملفات الخارجية،
لا تُثقل هذه المسؤوليات خطواته في الداخل،
بل يمضي وطننا تحت قيادته قافزًا فوق الزمن،
تسبق الإنجازات مواعيدها،
وتظهر المشروعات كأنها رؤى خرجت من المستقبل لا من الحاضر،لا يقبل في تنفيذها المحاكاة ولا التقليد ، بل يتطلب
سبقاً في كل شيء يجمع بين روعة المظهر، ومتانة الجوهر، وإتقان الهندسة،
حتى غدت شعوب المنطقة تقولها صريحة:
ياليت لنا مثل محمد بن سلمان…
لينهي معاناتنا،
ويصنع لنا الغد الذي نحلم به.

منصور العُمري

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *