قيل للمأمون ما ألذ الأشياء ؟ .. قال التنزه في عقول الناس .. في داخل المتاهة الفكرية الشبه معدومة من التفرد والانتاجية التي يجب أن تُزِغ ماكسبته من العقول التي دخلتها وتمارس ذواتها وآرائها على النصف ريال .. والتي أقف بينها الآن أخي القارئ متأملاً للعقول المنفصلة عن أجساد أصحابها المتوفين وأصبحت تباع بنصف ريال .. ذهباً نادراً جعله الأشخاص معدومي التفرد والإنتاج رخيصاً بعد أخذه من تجار العقول وفصله عن بريقه وأعادوه لتاجرها بهدف الشهرة والمال …. إلخ ، تخدع عقول من يراها ويداعبونها بالذهب المسروق بنصف ريال .
فتحت ( كتاب ) لأتنزه في العقول كما يرى المأمون بوصفه لـ لذيذ الأشياء لأمتع عقلي الذي سئم من الإعلام المعدوم من الأهداف الحسنة المقدمة له .
حسناً… سأسرد لك لماذا أسميته كتاب “الطامه” .. كان ذاك الكتاب متنوعاً بالأفكار والأدب كالغذاء الجيد للجسد ، حتى وقفت متمركزاً على رصيف أحد السطور معانداً لما ذكر في ذلك السطر .. تفاعل العناد برأسي كعادته وأراد فتح مجال النقاش مع العقل الذي أتنزه فيه ، تواصلت معه بعد عدة أيام وكان عنيداً ويتهرب إلى أن أنهكه تمسكي بعنادي الذي غلبه ودلني على عقل آخر لدى تاجر العقول يعتبر مصدراً لما كتبه ..
في نهاية المطاف أبحرت بين الموانئ باحثاً لمصدر ذلك السطر ، وجميع المصادر تدلني على مصادر أخرى حتى وقفت في داخل المتاهة الفكريه الشبه معدومه من التفرد والإنتاجيه بدون مرسى لما أبحث عنه ..
تاجر الكتب .. سأوجه لك سؤالاً ! .. لماذا تطبع وتنشر عقولاً خاوية ياتاجر الذهب ؟ .. كانت الحروف ستخرج ولم تفعل ليتوجه السؤال إليه لأنني أدركت أن الجواب في سؤالي !
ألم تفعل ذلك أخي القارئ ؟ ! .. “تاجر” لذلك استطاع أن يشتري خردة من الملابس تعطي الدلالة للباحث عن المتنزهات بأنه في المكان المناسب والمختص لما يبحث عنه .. أصبح تجار الكتب أو تجار الذهب – كما كنت أسميهم سابقاً – فالكتاب هو الذهب في حياة العقل؛ يتخذون من بيع الكتب بشكل تجاري بدون التمعن لمحتواه إن كان فارغاً من الأفكار والآراء المستقلة أو الصور التي يجب أن تكون عليها الكتب بشكل عام ، فتجد غالب الكتب الآن تعتبر كاختصارات لكتب وليست من فوح الكاتب مجرد “تجميع” ، وتتأسف عندما تجد الكتب القديمة والقيمة والمستقلة للمفكرين الأساسيين لايهتم لها كثير من قبل بعض كتائب جيوش القراء بعد غزو الكتب المفخرة المبسطة التي تجذب الكثير بمظهرها المخادع وهي مجرد ساحة جفاف ، فلم يقدموا المصداقية والاحترام لعالم الذهب المسروق من السابقين عندما جعلوا أولوياتهم المال والشهرة والتي يكسبهم إياها المنخدعين بذلك .
المراجع التي تسكن آخر الكتب تُذكر عندما يكون هناك اقتباس لمنطلق منطق أو فكرة أو حتى لإثبات رأي الكاتب بدون هضم الحقوق ، ولكن عندما يكون جميع فصول الكتاب مقتبسة من المراجع ! ، والطامة الأخرى أخي القارئ التغيير في الكلمات والمصطلحات التي هي أفكار ذكرت من أصحاب العقول الذهبية بتغييرها بشكل آخر لها لتنسب للعقل الخاوي الذي يتربع اسمه بزوايا غلاف كتب الآن .
والكثير من الكتب التي تتوسط “متاجرنا” عندما تتنزه بداخلها تجدها صحراء خاوية ومظهرها كالسراب يخدع الظمأنين الذين لايرون غيره فيمتلكون صحراء وامتلاك الصحراء الخاوية بنصف ريال يعتبر ثروة تبددت بعكس الكتب القيمة التي لو قدمت لها حر مالك ستصبح الذي امتلك ذهباً بنصف ريال .
مروان إبراهيم المحمدي
مقالات سابقة للكاتب