أين نحن من علم الفلك ؟!

عندما قرأت في شبكات التواصل وفي صحيفة غران عن ظاهرة قرب القمر من الأرض في هذه الأيام تمنيت من كل قلبي أن الذي اكتشف أو اخبر عن هذه الظاهره أن يكون من علماء المسلمين الذين يشتغلون في علم الفلك والفضاء وما أكثرهم والحمد لله القضية لا تحتاج إلا إلى القليل من الحسابات وهم أهل الحساب والجبر والبصريات وقد قال الله تعالى (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا) وقال أيضا في سورة يس ( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون * والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم * والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم * لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) نعم قدر الله منازل القمر وهي معروفة بدقة عند علماء الفلك والفضاء…
وهنا استحضر ظاهرة خسوف الشمس والتي حدثت في سنة 1999 ميلادية عندما أظلم جزء من الأرض ظلاما تاما فقد قرأت قبل ذلك الحدث بأيام ان الفيلسوف والعالم نوستراداموس قد ذكر ذلك الحدث قبل خمسمائة عام ذكره بالسنة وبالشهر وباليوم وحدد الساعة وبعض الناس يقولون أنه تنبأ بذلك الحدث وفي الحقيقة هو لم يتنبأ انما قام بعملية حسابية فللقمر وسائر النجوم منازل ومواقع تعرف بالحساب. 
وأنا اكتب هذا الكلام يعتصرني الألم لماذا نكون نحن المسلمين فقط ناقلين للأخبار في مثل هذه الأمور .. لماذا ننتظر من غيرنا أن يبتكر ويبدع ويحسب ويخرج بتحديد ظواهر ونظريات وكما قلت سلفا المسلمون هم أهل الحساب وهناك دلائل من ماضيهم الزاهر.
وهنا اسأل الذين يرمون الماضي بالتخلف والرجعية وأقول لهم ماذا قدمتم أنتم للبشرية ؟ إنما كنتم مجرد ناقلين لعلوم غيركم !
ونحن نرفع القبعات لكل العلماء مسلمين وغير مسلمين فالعلم لا دين له ولا مذهب وكم هو جميل أن يتعاون بنو البشر بشتى مللهم وأديانهم لاظهار الحقيقة لفائدة الإنسان وسعادة الإنسان ورقي الإنسان …

إن هذا الكون كله قائم على عمليات حسابية هكذا خلقه الله ثم خلق الإنسان وزينه بالعقل وقال له هذه الأرض والفضاء خلقته لك وعليك ان تتدبر امرك بعقلك الذي وهبتك إياه.
إن المشتغلين في علم الفلك واخص علم الفلك لأننا بصدد الحديث عن هذه الظاهرة أقول إن علماء الفلك عندما يتحدثون عن مشاهداتهم في الفضاء وفي هذا الكون الواسع لا تملك إلا أن تخر ساجدا لله تخضب الأرض بدموعك وتسبح وتكبر خالق هذا الكون الهائل وتقشعر الجلود لهذا الخلق البديع. …

اتمنى من شبابنا أن يثابروا ويزاحموا الغرب والشرق ويتعاونوا سويا لاظهار خفايا وحقائق هذا الكون الذي نعيش فيه سويا وأن لا ننتظر فقط من غيرنا أن يكتشف ثم نكون نحن ناقلين فقط لهذا الاكتشاف.
ومن العجيب أننا عند كل اكتشاف من غيرنا  نعلن أن قرآننا أتى بهذه المعلومة قبل أربعة عشر قرنا من الزمان ، ومن المفترض أننا نحن من يجب أن يكتشف ثم نقول للعالم ها نحن قد اكتشفنا لكم أمرا أخبرنا به ربنا على  لسان نبينا قبل أربعة عشر قرنا وها نحن نثبت لكم بالعلم ما أخبرنا به نبينا من قبل.

اتمنى والله من كل قلبي ان نكون سباقين لهذه الأمور وإن لم نكن فعلى أقل تقدير نكون مشتركين معهم في الاكتشافات ونسطر اسماءنا بجانب أسماء أولئك العلماء من غير المسلمين فلنبني مراكز ابحاث في كل الدول الاسلامية كل بقدر جهده وطاقته  لينتظم الشباب المسلم في هذه المركز بدل ان نحشرهم في عرب آيدل وهذه البرامج التي يتعلم الشباب فيها الرقص والغناء والحمد لله لدينا كل مقومات الابتكار والبحث والشباب المسلم ليس خاملا كسولا ..ولكنه فقط يحتاج الى من يدفعة دفعة بسيطة فأذا به يبدع.
إن القاعدة تقول : من جد وجد ومن زرع حصد . نعم ولن يضيع الله جهد أحد ثابر وجاهد حتما سوف ينال مبتغاه ….

اسأل الله ان يمدنا بعون من عنده وتوفيق …

إبراهيم يحيى أبوليلى

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “أين نحن من علم الفلك ؟!

نويفعة الصحفي

اين نحن من علم الفلك ؟
مقال يحمل بين حروفه والسطور طموح عال ينم عن عقلية ذات معرفة وافية..وطموح لا ينضب. شكر الله لكم وجزاكم عنا خير الحزاء..
ا. إبراهيم

ابراهيم مهنا

مقال رائع ، وغيرة مسلم غير مستغربه.
في كل العلوم صرنا تبع ،وأصبح تكريم من يبدع في اللهو أبرز من تكريم من يبدع في العلم ، لربما نتفاجأ من ثقافة أبنائنا لو سألنا عن مشاهير العلماء بل مشاهير الصحابة ، ومشاهير اللهو واللعب ، فكيف ينبري مجتمع للعلم والاكتشاف إذا ماأعاد ترتيب الأمور
ووضع كل أمر في موضعه ، ولاتزال أمتنا بخير .
شكرا أبا ليلى فقد حركت المشاعر واوقدت الغيرة .

ابو عبد العزيز

لا فض فوك اخي ابو ليلى مبدع وقلم ذهبي موفق .وفقك الله
لما يحبه ويرضاه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *