أن العيش بين سطور الأمل وكلمات الواقع دون البحث عن جديد أو ابتكار أسلوب حياة وإنتاج نمط إبداعي جديد بدل الاعتماد على دروب الأجداد وخطوات الآباء ، لتغيب جهود الأبناء ونعيش الصورة النمطية المتكررة رغم مضي السنين ، فما أشبه اليوم بالأمس ، ولا تزداد مدننا غير ضخامة ساكنيه وتمدد عمراني في صورة مستنسخة تختلف الجغرافيا فيها وتطول البقعة بين الشمال والجنوب وتغيب الهوية مع الروح المكانية ليظهر الحجر .
تشعر بالوحشية عندما تحضر إلى أي محفل أو لقاء لأحد مؤسسات العمل التطوعي من جمعيات أو لجان أو مؤسسات رغم عمرها الطويل وبرامجها الأطول التي تعج بها مواقع التواصل الإجتماعي والإعلامي بأنواعه دون معرفة أسباب هذا العزوف .. هل السبب أنه يعيش تلك النمطية التي تحدثنا عنها فلا يستهوي الجمهور ولا يبني المكان ؟! أم أن السبب سوء المنتج الذي يقدمه الوسيط الثالث في المجتمع بعد المؤسسات الحكومية والأهلية ، وابتعد عن الغاية والهدف قبل أن تقرب تلك الشراكات المجتمعية ، فضاع المكان وابتعد الإنسان .
هنا نحتاج لأكثر من خلطة سحرية لتُستغل طاقات الشباب ونخرج من الصندوق بتفكير وأفكار وعقول أصحاب الخبرة من قادة العمل التطوعي ، واستغلال الكم الهائل والموارد الجمّة من الجهات المانحة ، وفتح أبواب الجهات الحكومية المنغلقة بأفكار فريدة تخدم العنصرين الأساسيين وهما الإنسان و المكان .
خالد المرامحي
مقالات سابقة للكاتب