في زمن الإعلام وجنون السبق الإعلامي ، تتهافت وسائل الإعلام على كل مثير وعلى كل جديد لما يحقق أهدافها أو يؤيد اتجاهها ، هذا من جهة الوسائل ذات الأهداف والاتجاهات ، أما الوسائل التي ليس لها هدف موجه أو اتجاه محدد فما أكثرها وربما تصيب معاقل دون دراية، وتغير فكراً دون قصد، وتدمي قلوباً دون ذنب ، فهي كالخذف يفقأ العين ويكسر السن.
كثرت المصادر وتنوعت وسائل التواصل فأصبح لزاماً على المؤمن مزيد الحذر، فلم تعد الكذبة تقال في مجلس، بل تكتب وتبلغ الأفاق فإن تحذرت من أن تكون مُنشئها، فلربما تكون وصلة لها.
إننا بحاجة لهدي القرآن والسنة، أمام كل خبر وشائعة، وتزيد الحاجة بتزايد وسائل التواصل ولنا في إحدى قصص القرآن العظيم فائدة وعبرة.
غاب الهدهد عن مجلس سليمان عليه السلام وتهدده نبي الله بالعقوبة الا أن يأتي بسلطان مبين ، ولما حضر الهدهد مكث غير بعيد وقال: ـ احطت بما لم تحط به ــ وهنا الإثارة بالخبر ــ وجئتك من سبأ بنبأ يقين ثم ذكر له ما رأى ، ورغم عظم الخبر وأهميته ، وحقيقته المبرهنة ، إلا أن نبي الله سليمان عليه السلام قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين.
فهذه قاعدة أمام وسائل التواصل خاصة ووسائل الإعلام عامة أمام أي خبر أو شائعة … وفقني الله وأياكم للرشد .
إبراهيم مهنا الصحفي
مقالات سابقة للكاتب