هكذا عرفناك ..

إلى رحمة الله .. أيها الشيخ  صالح  بن حميد  ..   وإلى جنات الخلد والفردوس الأعلى بإذن الله ..

لقد رحلت وتركت لنا إرثاً من القيم والمبادىء والتسامح  والطيبة .. عشت حياتك مؤمناً زاهداً  قنوعاً  صبوراً   مخلصاً بعيداً عن صخب الحياة  وزخرفها وثرائها وفحشها..  لم تكن  عبداً للدرهم  والدينار  ولم تسع لجاه ووجاهة  أو شيخاً وشياخة ..

لم تكن محباً للظهور والترزز في حضرة الجمهور .. كنت  رحمك الله حكيماً محباً  للخير مصلحاً لذات البين جامعاً للشمل  دمث الأخلاق وقور الصفات  كريم السجايا كثير العطايا ..

هكذا  عهدناك  وهكذا  عرفناك  رحمك الله وأثابك .. لقد أورثتنا القيم والمبادىء النبيلة  وزرعت  في نفوسنا القناعة وبساطة الحياة والطاعة ..

لقد  علمتنا كيف نسكن القلوب  وكيف ننصر المغلوب     ،  وكيف نقول للظالم تب فيتوب .. لقد علمتنا أن الفلوس وكسر النفوس  لاتجلب إلا الشر والنحوس ..

لقد  عشت  رحمك الله  في زمان يختلف عن زمانك ، ومكاناً يختلف عن مكانك .. وعقولاً  تختلف عن تلك التى ترعرعت بينها وبادلتها الحب وطيب العشرة والجيرة ..

لقد  حملت كل موروث  ذلك الزمن الجميل وقدمته لنا    دروساً نستلهم  منها الحكمة والمعرفة والثقافة .. لم  تتأثر  بكبرياء هذا العصر ونكرانه لذلك الموروث وتلك الثقافة ولم تنجرف في تيار مغرياته وطلاسم ظلمائيه   .. بل كنت رحمك الله جسوراً حالماً صادقاً واثقاً جمعت بين تنافر الثقافتين وتناقض العصرين ..

فكسبت دعاء الجميع  وحبهم وتقديرهم
            وكسبنا  منك المبادىء والقيم  والحكمة ..

   رحمك الله وأحسن مثواك وجعل الجنة مأواك
             وجزاك الله  عنا خير الجزاء .

 

سعيد الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

7 تعليق على “هكذا عرفناك ..

وأرد بن شاكر الصحفي

رحم الله الشيخ صالح بن حميد وأسكنه فسيح جناته وأنا لله وإنا إليه راجعون
جزيت خيرآ أخي أبا هشام كتبت فاصبت وابدعت.

ابوباسم

رحمه الله رحمة واسعة وجعل قبره روضة من رياض الجنة .اللهم اجره من النار وادخله الجنة …
جزاك الله خير أستاذ/ سعيد وسلمت بنانك وكتب أجرك …يستحق الشيخ صالح رحمه الله هذا الاطراء واكثر.وقدقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذكر محاسن مواتك….ا)لحديث اوكماقال
انا لله وانا اليه راجعون

وليف الروح

رحم الله الشيخ صالح بن حميد واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون

رحمة الله عليه

جزاك الله خير على هذا المقال ..

رحمة الله عليك ي ابو عمر كان جوابه لمن يسأل عن حاله (دامني اروح المسجد واصلي فانا بخير وأحسن حال ) اسال الله أن يجمعني به وجميع المسلمين في جنات النعيم

نويفعة الصحفي

كلمات من ذهب ، في شخصية باقية في ذاكرة الزمان والمكان ، فكم حدثنا الوالد رحمهم الله جميعا عنه كثيرا ، ورأينا بعض مواقفه ، والتي عنها نحدث الإخوة والأبناء ، به ومعه كان للصلح كلمة تسمع وأثر يبقى ، نسال الله له الرحمة والمغفرة ، وأن يجزيه عنا خير الجزاء .
بارك الله فيك ا. سعيد

إيمان

رحم الله حديثاً اشتقنا لسماعه ، رحم الله ضحكات لاتنسى ، رحم الله ملامحه اللتي لاتغيب عن البال
جمعنا الله بك في اعالي جناته

خالد

الله يرحمك ويرحم جميع اموات المسلمين والناس شهداء الله في الارض وفعلا صدق الكاتب المبدع في كل حرف كتبه عنه وفعلا فقدنا شيخ حكيم وقدوه صالحه بعد سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *