القشور الورقية

قد تعصف الرياح بما تشتهي السفن ، ولكن ماذا تستفيد سفينة من رياح وهي هامدة على شاطئ البحر يعتريها الحزن كلما سمعت صوت الموج يقترب منها مراراً وتكراراً يدعوها للنزول وشق عبابه فقد خلقت لذلك ، يدعوها بشوق ولهفة وهي صامتة تحاول الزحف فلا تدرك من زحفها غير ملامسة أنامل المد من تلك الموجة لعلها تجد من يعينها من ركابها ، ولكن للأسف في كل مرة تعود أكثر للوراء فقد ابتعدت الموجة وابتعدت أنامل مدها عن تلك السفينة البائسة إلا من رائحة الرطوبة وقطرات المطر القادمة من هناك فتشعل فيها الأمل لعله في يوم ما يتحقق وتعود إلى بحر لطالما كانت هي فوق كنوزه شامخة على مر السنين .

يعجز قلمي أن يصف الحال التي وصلت إليها سفينة العلم من كتب ومناهج ومعلم وبنية أساسية لا بأس بها من الجودة والخدمة المجانية ، ولكن أصبح سكان تلك السفينة لا يهتم بغير القشور الورقية ولا يسع ربانها إلا أن يفرح الزوار الجدد حتى لو خالف الساكن الجديد النظام وتمرد عليه وحال لسانه اليابسة .. اليابسة ؛ فقد خرج الأمر من يديه وأصبح تائهاً بين القشور الورقية يغرق في أحبارها .

وما زاد هم سفينتنا تلك (بعض ) الأيادي التي تصطف على رصيف الشاطئ تلوح لركاب السفينة وفي أعماق أفكارها أن يعودوا بالقشور الورقية ولو كانوا سيبحرون على اليابسة فلا فرق؛ المهم أن يعودوا بتلك القشور .

ويبقى الأمل فهناك ــ من رأى سفينته وحالها ، فلا تجدهم إلا طلاباً للعلم مجتهدين معترفين بأهمية العلم والتعلم ومنضبطين في تصرفاتهم ، لهم عائلات متابعة لهم في كل خطوة من خطواتهم معززة لهم نجاحاتهم ــ فتقول في نفسك كيف لو نزلت سفينتنا إلى البحر وغاص غواصوها إلى أعماقها وكنوزها فلا ريب أنهم سيكونون أعلاماً لا يشق لهم غبار يفخر بهم الوطن الذي وفر لهم كل شيئاً فهل ندرك ذلك .. فمتى نعي أن القشور الورقية ليست هي المهم الأهم أن نحصل على ما تحتويه .

نقطة ضوء” : ابنك هو أهم شيء فلا تجعله آخر الأشياء المهمة.

كاتب حرف

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “القشور الورقية

الواقع والخيال

جميل يا كاتب حرف

كم مجروح مر على المقال وخرج بدون تعليق

بعضهم جبناء وبعضنا لا يستحق الأبناء وبعضنا هم الذين ربوا وهمممم قليل

لو سألتهم كم مرة زار مدرسة
أتحداهم ان يقولوا ثلاث مرات فقط في السنة

لو سألتهم كيف مستواهم والله لتسمع العجب

أولياء أمور لا يعلمون أهل يعرف ابنه يقرأ ولا لااااا

أتقوا الله في أولادكم ربووووووووهم

وتحسسوا أخبارهم

أو لا تنجبوووووووووهم

محمد الرايقي

القشور ستبقى قشورا ولن نصل من خلالها
إلى مانطمح إليه .
ولكن مالحل؟
إن كنا لانملك تغيير تلك القشور واستبدالها بما هو مفيد
لأننا نحن كمجتمع او كاولياء أمور أو طلاب موقفنا منفذين ولسنا مشرعين
ولكن نسأل الله أن يظهر لنا من يخفي تلك القشور ويستبدلها بالجواهر المفيدة والنافعة .
نشكر كاتبنا ( كاتب حرف ) على رقي حرفك وجمال مقالك

كاتب حرف

شكراً … الواقع والخيال … شكراً محمد الرايقي

ولكل من قرأ حروفنا المتواضعة

الحال بسيط جدا

ابدأ بمن ولاك الله أمرهم …حان وقت التغيير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *