أهواها غرام ، ولأني عشقتها اخترت لها غرام اسماً ، لايهم ماذا سماها أهلها ، المهم أنني أنا الذي سميتها ولن ألتفت لرأي الآخرين ، ولا الحساد ..
غرام تخيلت أنها بذرة ، لم أذهب إلى سوق الحبوب التي اعتاد المزارعون أن يذهبوا إليها ، فالسوق تجمع الغث والسمين ، الحبوب السليمة والتي نخرها السوس والقدم ، ذهبت إلى بائع لايبيع مع الآخرين ؛ لكنه يبيع البذور الطيبة ، ولأن أرضي طيبة ، وضعت حبي وحبوبي وانتظرت ، ظهر الزرع كأجمل لون أخضر ، وامتلأت سطور التربة بالاخضرار ، ارتفعت وارتفعت السيقان الخضراء ، بدت كأجمل لون تعشقه العيون ، حضرت العصافير لتغني شدواً يليق بهذا المقام ، اجتمعت ألوان ؛ ألوا ن الخضرة ، وألوان العصافير ، شدو العصافير ، وتمايل السيقان الخضراء ، الموقف يجبر كل راكد على أن يتحرك ، ظهرت سنابل كأبدع ماتكون السنابل ، حضرت سلال الحاصدات ، امتلأت بسرعة ، وضعت على أرض صلبة ، تحولت العذوق إلى حبوب ، تحولت الحبوب إلى غذاء كأروع مايكون الغذاء ..
بدأت الحكاية بذرة وشدواً واخضراراً وانتهت حصاداً تاريخياً .. هذه لغتنا الخالدة “لغة الضاد” ، اللغة العربية ، بذرة طيبة مباركة نستطيع أن نجعلها بذوراً طيبة وسيقان خضراء مجيدة ، وعذوقاً تعزف عليها الطيور أغاني الحصاد ، ويستلذ بطعمها عشاق الكلمة الفاتنة .
محمد الرياني