هندل الصحة والسوق المفتوح

أهلاً من جديد .. في واقع الظروف المتطورة والإنجازات الصحية والإدارية في العالم إلا أنك تجد تذمرًا دائمًا من وزارة الصحة لا ينتهي .. ومن لا يعرف ذلك ؟!

في الواقع ليس المواطن فقط يتذمر .. لكن موظفيها يتصدرون تلك القائمة ، موظفيها الذين تتأخر عنهم رواتبهم والمتعاقدين والبدلات والتوظيف والترسيم كذلك؛ فهي ليست مثل نظيراتها من الوزارات لتشعُّب الكوادر الطبية والإدارية الصحية وغيرهم من العاملين ، تحمل واقعًا ملموسًا للخدمات التي تقدمها وفي أي لمح للخطأ تجده عظيماً مهما استصغر ذلك الخطأ في الدوائر الأخرى .

– ولأن الخطأ بها عظيماً فهناك جانبٌ يجب أن يؤخذ بمحمل الجد في التوظيف والمزايا لكي يستطيع الموظف أن يعمل بكل أريحية في عمله الحساس ، وليس المعلمين فقط ! .. لكن للأسف أنت تعلم أخي القارئ مما نشاهده الآن من العاطلين الصحيين خصوصًا الإداريين الصحيين وإدارة المستشفيات من حملة الدبلوم والبكالوريوس والماجستير مكومين ومن نجى منهم من عواصف العطالة تجده يسمو في التذمر.

– في الواقع أرى أنه يجب إنشاء قسم خاص تحت ظل وزارة التعليم  ويكون مشتركًا بالوزارات ليضع التحليلات الاستراتيجية لمعرفة عدد الاحتياج للموظفين المتخصصين للوزارات مستقبلاً ، ويُقبل أعدادًا معينة في أقسام الجامعات لذلك التخصص مما سينتج توازنًا مع الاحتياج ويبعدنا عن الكثير من مشاكل تكوم العاطلين، وذلك موضوع آخر ومهم ويتشعب منه الكثير من الأمور الوخيمة في خلال وجودهم في دائرة العطالة .. 

تقليل أعداد قبولهم في الجامعات .. هل هذا الحل مبني على دراسات وأرقام لتطابق أعداد الاحتياج مستقبلاً أم على البركة ! .

– رغم وجود العاطلين الصحيين والإداريين منهم ، تجد المستشفيات كسوق مفتوح به مختلف الجنسيات في طاقمها ، والغريب في الأمر أنه عندما نتحدث عن بعض البلدان التي يزداد أعداد أبنائها لدينا أن وزارة التربية والتعليم لا تعترف بجامعاتهم في التخصصات الطبية للسعوديين الدارسين بها ، وتجد مجموعات من طلاب بلادنا قد تخرجوا من تلك الجامعات الخارجية وهم الآن لايستطيعون التقدم للوظائف الحكومية والخاصة في المملكة العربية السعودية .

– رغم أن التعليم لا يعترف بتعليم الجامعات في بعض البلدان والمناطق للسعوديين بتلك التخصصات تجد الكثير من الأجانب تلقَّى تعليمه في تلك الجامعات غير المعترف بها والآن موظف بمستشفياتنا !  .. 

إذا لم نعترف بتعليم جامعاتهم لطلابنا فهل سنعترف بخدماتهم خصوصًا عندما يكونوا خريجين تلك الجامعات بعينها التي لا نعترف بها ! .. تناقض عجيب أخي القارئ !

هل سيردون بحجج دخولهم منظمة الصحة العالمية، إذن السعودي عندما يتخرج من تلك الجامعات فهو كذلك ، أم أنهم يعملون في وطننا على البركة !.

– والأسوأ من ذلك أخي القارئ ، أنه عندما تجد عمال الشركات المتعاقدة مع المستشفيات ( الشركات المتخصصه في التشغيل والصيانة ) ، يعملون كمراسلين ويحتسون القليل من عمل الإدارة عندما يترك بعض الإداريين أعمالهم ويوكلونها لهم ، لايفقهون في لغة البلد أو في الأرشفة مما سيسبب أخطاء موجعة للمراجعين وتأخير وازدياد تكومهم ، فهل سيكون ضغط عدد المراجعين في المستشفيات عذرًا ! بل هم من أهم أسباب زيادة أعداد العاطلين بالمملكة .. أين أبنائنا بالوزارة عن تلك الوظائف ! أم أن النظام في الأصل ماشي على البركة !

“وقفة أخوية” :
انتقلت إلى رحمة الله الطفلة “راما المحيميد” ، بعد عناء 13 شهراً و12 عملية جراحية في أمريكا .. “راما” ضحية خطأ طبي بمستشفياتنا ، عندما تم تبديل ملفها مع ملف شخص آخر مصاب بالسرطان ، والملفت للنظر أنهم ظنوا أن راما هي (رامي) اسم مذكر وهي فتاة ( لم يتم ملاحظة ذلك ) وتم إعطائها جرعات كيميائية ، وتم كشف ذلك الخطأ بعد عدة جلسات حتى حصل الضرر بها وذهبت إلى أمريكا لكي تتعالج ، وانتقلت إلى رحمة الله في الأيام القليلة الماضية .. لنختم قراءة هذا المقال بدعوة أخوية لها ولضحايا وزارة !

 

مروان إبراهيم المحمدي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *