طفلٌ أنا في ناصية الطريق .. أقف ..
قلبي نقيٌ يبلله المطر ..
طفلٌ في عيني يلتجيء الغريق ، ولايشكو ضرر..
طفلٌ أنا تخالجني أحاسيس البشر ..
طفلٌ حائر لا أدري لمَ الضجر ! سكنْتُ برهة وطال بي الدهر !
طفلٌ أنا .. في قبضة كفي خط أنيق ، وفكي صغير .. وأنفي كذا ، خُلقت وقالوا ماهذا الصغر ..
لا بأس لا بأس إن أبطأت المسير أما يمشي المصلي هوناً ليبغي الأجر ..
كريمٌ أنا ، في “صبغتي ” ثلاثٌ من الرحمن هنّ “هدايا ” فذاك وربي الظفر ..
طفلٌ أتيتُ على البيضاء أرفع رايتي وأسقي جنةً تسر كل من نظر ..
وكأني حلمٌ غفوت فيه ولم أستفق ، وكأني نورٌ أشرقت لموطني كالبدر ..
لم أبتغي منكم شفقةً ولا أطيق ، نظرات إنكسارٍ وتمتمات دعاءٍ على مرأى البصر ..
وثرثرة حديث عن مراحل عمري ، هل مشيتُ ؟ وهل نطقتُ ؟ وهل درستُ ؟
فهلا كففتم لأمي سؤالاً فهل من مختصر ..
ليس بي مرضٌ عضالٌ لتدعوا لي ..
متلازمة تحاصرني فقط ! وكلي شغفٌ لأنهل علماً ودرساً وحرفاً فوق السطر ..
طفلٌ أنا مازلتُ أغرف من بحور العلم أسهلها وأنحت من الصعاب الصخر ..
أما رأيتم ياسادة .. من أصبح منا علمٌ في رأسه نار ..!
فأنا لست من حكايا شهرزاد ولم أخرج لعلاء الدين من إبريق ،
أنا واقعٌ حيٌ تراني كلما أمعنت النظر ..
أطلقوني أهلي حرٌ أطير ، خرجت للعالم ولم تكبلني قيودٌ جهل لتفرض لي منع الحظر ..
يدعوني “بالمنغولي ” ويسقط اسمي بلا ذكر “أنا عبدالعزيز” ابنٌ لأبي وأمي وكل فخر ..
لمدرستي أخط الشكر ، وأشدو أهازيج الأمل ويطرب سمعي إيقاع الشعر ..
ولأسرتي أهدي لحن الحب ، وقبلاتٍ وفيض ٍ حنان ، وابتسامات الثغر ..
طفلٌ أنا في ناصية الطريق .. أقف
قلبي نقيٌ يبلله المطر ..
بقلم : حلم رمادي