دعوني أحلم !

عاصفة الاختبارات لم تدع بيتاً إلا دخلته أيام عصيبة وقلق متزايد لكنه قطعاً لا يشبهه قلق (بان كي مون! ) الأمين العام للأمم المتحدة السابق ، وحالة طوارئ غير معلنة ولم يتبق إلا سماع دوي صفارات الانذار تعلن وقوع الخطر ! 

أزمة حقيقية نعيشها في كل عام يتعامل معها البعض بطريقة فرض حالة الطوارئ وحظر التجول وقد تصل أحياناً الى فرض الإقامة الجبرية !! 

لست بصدد ذكر الطرق المثالية للتعامل مع فترة الاختبارات ولا بتقديم مقادير الخلطة السرية للتفوق والنجاح . 

أصحبكم في رحلة حلم جميل .. أتخيل مثلاً أن أرى في فترة الاختبارات عروضاً خاصة يمنحها المعلمون لطلابهم ، تحفزهم ، تشعل فيهم روح التحدي ، وتبث فيهم روح الحماس وتسهم في خلق أجواء من الإثارة والتنافس وتزيل آثار القلق ! 

ففي أحد العروض يقول الإعلان : جيب خمسين وخذ خمسين ! 

وتفسير العرض يعني إذا حصل الطالب على درجة خمسين في الاختبار يمنحه المعلم خمسين درجة في أعمال السنة ! طالما ‏⁧‫حقق الدرجة كاملة في الاختبار النهائي فيستحق إذن الدرجة الكاملة مائة من مائة ! 

واستمع لعرض مغر آخر : 

يطرح المعلم السؤال الذهبي كسؤال منفرد مع مجموع أسئلة المادة .. مَنْ يجيب على السؤال الذهبي يحصل على الدرجة الكاملة بغض النظر عن أي أخطاء في إجابات أسئلة الاختبار … تحفيز فاخر ! 

دعوني أحلم ! 

السؤال الإضافي ؟ بحيث يضع المعلم سؤالاً إضافياً ليس من ضمن الأسئلة التي يتم توزيع درجات الاختبار عليها ، بحيث يحق للطالب الذي نقصت درجته عن الدرجة الكاملة للاختبار الاستفادة من درجة هذا السؤال ! 

دعوني أستمر في الحلم !! 

جاوب معنا وأنت الكسبان !!

بحيث تكون درجات أسئلة الاختيار من متعدد كالتالي : إذا كانت الاختيارات ثلاثة تكون الدرجة على الاجابة الصحيحة ثلاث درجات والتي تليها درجتان والأخيرة درجة واحدة !! 

جاوب على سؤال وخذ درجة الثاني مجاناً !

أمامك سؤالان أجب على أحدهما واحصل على درجة الثاني مجاناً!! 

استيقظ أم أستمر في الحلم ! 

وكأني بصدى أصواتكم يردد استمر في الحلم !! لكن لا بأس فكثير من القصص الجميلة بدأت بحلم وانتهت بحقيقة .. اتركوني أحلم . 

 

عبدالرحمن مصلح المزروعي

 ثانوية عين جالوت – مكة المكرمة

 

مقالات سابقة للكاتب

6 تعليق على “دعوني أحلم !

حلم رمادي

جميل نحن جيل تلقنا العلم تلقيناً ونسخاً وكأنه كتاب مقدس لو أخرت مكان الفاصلة إلى الجملة التالية لطارت معها درجة السؤال !
وكم سمعنا مقولة ” من الجلدة إلى الجلدة ” يصدح صداها بكل فصل قرب الإختبارات !
حتى رسخوا فينا مفهوم التعليم والتحصيل بالحفظ من أول السطر إلى آخره وحتى مجرد الشرح بالمفهوم تلغي درجة سؤال كاملاً !

ماهذا اللذي تركوه في أنفسنا واعتقدناه ! وكم من هؤلاء الأوائل الذين يفاخرون فيهم ماهم إلا حفظة وترمى بعدها كل المخزونات التي دخلت حشواً وإجباراً رغم تصفيق الآخرين لهم !
حتى وصلنا للجامعات ولا أحد يستطيع الإعتماد على نفسه بمذاكرة كتاب من 300 صفحة ولا يستطع أن يحفظها ” من الجلدة إلى الجلدة” وبانت عندها الحقائق !!
وكم من بحث علمي بسيط لم يفلح فيه أحد لأنهم لم يعرفوا سوى ” نسخ ولصق ” دون أدنى إستنباط وفهم وتلخيص للمضمون !
حتى خرج لدينا أعداد هائلة لم تعي من التعليم إلا القليل فكيف ينشؤون جيلاً آخراً تحت أيديهم !!

كفاكم أيها المعلمون والمعلمات وكل من وكل بمادة علمية تلخيصاً وحذف وأسئلة مراجعة تُنسخ نفسها في الإختبارات !!
كفاكم تلقيناً !
ورغم هذا كله مستوى التعليم منخفض وتذمر وكره للدراسة والمدراس والجامعات !!
لا أنكر الفئة الناجحة والمثابرة والطموحة لكن أتمنى أن تتغير كثير من المفاهيم المغلوطة بتعليمنا السابق ..

محمد الرايقي

نشكرك شيخنا وكاتبنا أستاذ : عبدالرحمن المزروعي
على جمال مقالك وروعته.
ولكنني لن أعقب أو أضيف بعد تعليق الكاتبة : حلم رمادي
فقد أضافت وكتبت تعقيبا اعتبره مقالا أعطى المقال الأساسي قوة وجمالا
فلها الشكر وزادها الله علما وهداية

هاوي علم

للحلم الرمادي
عذرا
نحن جيل أبدع العلم فينا وأخرجنا مخرجا حسنا .. فما العلم إلا حفظاً وفهماً .. لا نلقي اللوم على الكل إذا كان البعض سيئاً.. ولو ما طارت درجة الفاصلة لتساقط الكثير من تفاصيل لغتنا الجميلة.. فالشدة أحياناً تولد النظام.. أما بالنسبة للتعليم حالياً وأنا من أمارس وأنا أقرب للساحة من أي شخص آخر فقد اكتسب هوية جديدة ومفاهيم خلاقة إذا وُجد من ينفذه بأمانة ودون سخط

ولا مانع من الأحلام البناءة في ظل تواجد سطح واقعي تلامسه..

ابوفادي

والله كان اكبر حلم لنا نسلم من عصا المعلم صبح
و95%منا نجح فحياته…
ليت … يكون التعليم بين التشيجع والتركيع

ابوحامد

مقالة رائعة بريشة خبير تربوي يملك رؤية واضحة تحمل في طيتها طرق تحفيزية تعطي للاختبارات متعة وجانب من جوانب التقويم وهو أن هناك جانب تعويضوي لدرجات فقدت نتيجة ظروف سابقة في أعمال يمكن تعويضها مقابل إجابتك على جميع أسئلة الاختبارات في نهاية المستوى(الترم)؛ممكن أيضا العكس من حصل على أعمال السنة طرح سؤال إضافي تحفيزيا له ؛المرونة في التحصيل تعطي متعة أحيانا روحا تحفيزية أشاطرك الرأي ولكن أرجو من أصحاب مناقشته بطريقة واسعة ومدى جدوته في الميدان بمشاركة نخبة من أبنائنا الطلاب تحياتى وتقديري لشخصكم الكريم.

زايد بن هندي

دعوني أحلم
صوت من عمق التجربة التربوية
خطاب أمر جمعي بترك العقل ينطلق في آفاق الخيال الممكن .
هذا الفعل يقرر أن حالة القلق حالة تطغى على العصر الحديث ولأن الحلم يبتعد عن الواقع ليس هروبا ولكن ليبحث عن أطر جديدة للتخفيف من أعباء ألقت بظلالها على العقل المعاصر الذي تحفه جوانب جاذبة وجوانب طاردة. .. يبحث الحلم عن مسارات جديدة لتساؤلات تكسر حواجز اتخذت من رهبة الحدث طريقا إلى عمق الأسرة والمجتمع على حد سواء.
الحلم الحل يطرح فرضيات ربما تكون موضع دراسة وبحث وتقصي وتمحيص ودراية من قبل الجهة المعنية .
وإذا ماتحققت فإنها ستكون حالة من التوسع في خطاب العقل وطرح تساؤلات تحرض على الإبداع.
إن الحلم الذي يسعى لحل أزمة القلق جدير بدراسته من خلال الأمثلة التي تم طرحها.
وذلك من خلال نظرية (التعويض)
وكذا نظرية ( المنافسة)
ونظرية (الأمل)

الحلم طرح الأمثلة وجعلها اختارية …
و البطل الحقيقى في هذا الحلم هو الطالب .
فهل سيتحقق الحلم الجميل
ليكسر عوالم اليأس والرتابة.
لينطلق في آفاق الأمل والإبداع والتنافس وإتاحة الفرص المتاحة التي تغذي العقل وتثري جوانبه وتثير طاقاته الكامنة.
أخي المزروعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *