من مختلف جميع أنحاء العالم تجد التوطن داخل الجامعات السعودية في الاجتياح الأكاديمي للوظائف ، لتعليم الأبناء كمدراء ومهندسين وأطباء وأخصائيين الذين ينشدوا الوظائف القيادية والأمنية والاجتماعية والفكرية في المجتمع فور خروجهم من أوتاد التعليم الجامعي المغرق في بعض من المنخلات الفكرية التي تتجسد بعقول موصلي الرسالة المقيمين للدارسين بها ..
اختلاق المذاهب الفكرية في العالم أصبح في تزايد وانغماس في تلك الجامعات الخارجية التي أصبحت تحمل العلماني والليبرالي والملحد وأصحاب ديانات ومذاهب ترى السطوع في ظل الحرية الفكرية التي تقدمها تلك البلدان لمجتمعاتهم ، فمنذ أن أسمت الكنائس بعض من أبنائها الهراطقة خشية الانحلال عن الديانة النصرانية التي اتجهت للتفرق بعد تجميع الكتب المقدسة لديهم وتحريفها ، وأصبحت الأمور في انحدار داخل معالم شعوبهم بعد اتجاه القساوسة إلى الاتجاهات الشخصية التي أخذت بيد المذاهب الفكرية إلى الانشاء المذهبي الفكري التابع للمئارب الشخصية والعدوانية والسياسية في داخل ترحيب و قبول كبير من المجتمع الغربي الذي أصبح مفترق لمذاهب وأحزاب بعد ازدياد سيادة الديمقراطية في سياستهم والحرية الشخصية باطار الرأي الحر ، وأنتج ملاحدة وبعض من معتنقي دين توم كروز ..
وفي جميع هذه الاثناء والانحدارات ظللنا نحن كمجتمع سعودي متماسك بعقيدته وعاداته وحدوده الفكرية المحافظة من الانحلال الدنيئ في الفكر المنهجي والمذهبي والعلمي ، فـ ظل هذا المجتمع السعودي متمسكاً بتلك الراية الشريعية التي تتوارث صمود رفعها الأجيال من الجهات الدينية والسياسية والأمنية الاحتياطية واللازمة في ردع المواجهات الفكرية من التدخل بالمجتمع السعودي المحافظ لكرامته، تلك الراية التي تفاجئ الكثير من الناقدين والمحافظين بوجود مئارب فكرية تزرع في الجامعات من الأكادميين القادمين من بلدان الهرطقة الفكرية للانسان ولكرامته يقدمون الأفكار الشخصية الفلسفية المهرطقية للطلاب المؤثرين في المجتمع فور بروزهم من جامعات مملكتهم الحبيبة ..
لايهتم بإنارة الحي إلا سكانه ومن له مصالح في ذلك ، ولا يهتم أحد بالابناء كالاخوة وأبناء العم ، ولايهتم للمسلم إلا مسلم حقيقي ، أبناء البلد الذين اعتنقوا تلك الوظائف الأكاديمية كانوا بمثابة المصلحين والاخوة عندما قدموا لنا التعليم الجامعي ، ومن لم يكن له من الأجانب صلة بالمجتمعات الغربية لم يكن يهتم كثيراً ، فقط يريد أن يرضي الجميع ويجمع أمواله ويذهب ، حتى في شن هذه الهجومات على العنصرية والطائفية والسياسية من بعض العرب على مملكتنا الحبيبة نجد منهم من يتربع هنا في بلادنا ..
قضية ما أطرحها هنا بعيدة عن مجرد توفير الوظائف والاولوية للمواطنين ، بل لما يتم طرحه وبنائه في تلك العقول الخارجة الباحثة لعلم هذه الدنيا ، وكلاً منهم يقدم لملايين المواطنين فكراً منحرفاً زرع فيه من شخص واحد ذات نواشئ فكرية منحرفة ، هي كالمرض المعدي ليس في الأبدان هذه المرة بل في العقول ينتقل من شخص إلى مجموعات .
مروان إبراهيم المحمدي
مقالات سابقة للكاتب