عصا موسى !

عصا موسى  !

انهيت سنوات التعليم الأساسية في زمن الطفرة الجميل حيث كل شي متوفر الوظيفة المال السيارة السكن كانت كل الخيارات مفتوحة ومتعددة .

تاهت بي الدروب بين مميزات هنا ورغبات هناك وأماني حالت دونها ثقافتنا في ذلك الوقت . فكان توجه الرفاق هو الذي يمسك بمقود المستقبل ونحن من خلفهم ..

سارت بنا الحياة في عيش رغيد حتى استقر بنا الحال إلى حيث شاءت إرادة الله

مشيناها خطىً كتبت علينا .. ومن كتبت عليه خطىً مشاها

فوجدت نفسي مرشداً نفسياً … ينظر إلىّ الآخرون على أني أحمل عصا موسى فأضرب بها  بحر معضلاتهم فينفلق لهم البحر ليعبروا إلى ضفاف السعادة ورياض الطمأنينة .. وهيهات !

عايشت الفئة العمرية ما بين سن 15-18 سنة فرأيت أن أكبر ما يشغل فكرهم والسؤال الذي يبحثون عن اجابته دائما (ما هو المجال الذي يناسب قدراتي ويوافق ميولي ويحقق طموحي؟) السؤال الذي يخفي وراءه عدم ادراك الذات فهو لا يعرف قدراته ولا يدرك ميوله فيتخبط في ظل غياب أي توجيه أو قياسات نفسية موثقة .فينطلق الشاب نحو ميدان الحياة الجامعية مشتتاً وغالبا يفعل ما يمليه عليه أقرانه.

نحن بحاجة الى تدريب فعال لأبنائنا ليتعرفوا على ذواتهم وقدراتهم وميولهم في فترة مبكرة ليتضح لهم الهدف وبالتالي ينطلقون نحوه في طريق واضح المعالم ليصلوا في نهايته الى العمل الذي يناسب قدراتهم وميولهم فعندها يعملون ويبدعون  فيكسب الوطن وتزدهر الأمة .

عبدالرحمن مصلح المزروعي ــــ مرشد طلابي ـــ  مكة المكرمة

                                                                                        

مقالات سابقة للكاتب

7 تعليق على “عصا موسى !

رجاء الصحفي

بارك الله فيك اخي ابا عاصم
فعلا تخبطات الشباب وعدم التوجه الصحيح لهم
يجعل اغلبهم يسير خلف أقرانه فما الى طريق سليم او العكس
فهناك حلقة وصل بين الشباب وبين الموجهين لهم مفقودة ومازالت حتى
اليوم لم تصل للمأمول
فكم من مبدع او عبقري ترك الدراسة او سلك اتجاه لا يناسب قدراته

شكرًا مرة اخرى اخي ابا عاصم وننتظر منك المزيد

غير معروف

كأن معك مشرط جراح ﻻ عصا موسى تضع يدك على موضع الألم ف تشخص الداء لتصف بعد ذلك الدواء.
كم نحتاج من المرشدين أمثالك في مدارسنا وخاصة في المرحلة الثانوية .
جميل ماكتبت أبا عاصم . وكم هي رائعة عصا موسى

ابن البلد

ما شاء الله من وجهة نظري المتواضعة انك تتصدر قائمة الكتاب هنا ، ﻻ فض فوك بارك الله لنا في قلمك .

شكيل

سوق العمل هو المحدد الرئيسي للمواهب والاهداف
وانا انصح اي صاحب موهبه ان يختار المجال الذي من الممكن ان يجد له فرصة عمل متوفره دون طول انتظار
وان كان لديه موهبه يظن انه سينجح فيها فيجعلها وظيفة اخري او خارج دوام علي قولهم

يعمل معنا في الشركة شاب يعمل في فيدكس وحامل شهادة في هندسة الطيران

المواهب لا توفر لك فرصة عمل في هذا البلد الذي لا توجد به مصانع ويعتمد في اقتصاده علي تصدير البترول و تشبيك الاراضي
 

ابو ملاك

ربما جيل التسعينات يجد عذرا لتخبطه لان في تلك الفتره لم يكن الشباب لديه الثقافه والمعرفه لقلة المتعلمين واصحاب الفكر الذين يقودونك للاتجاه الصحيح والان وعلى الرغم من توفر كل مقومات الحياه الا ان هناك كسل واهمال لدى الكثيرين في تطوير ذاتهم وقدراتهم ومعرفة اتجاهاتهم وميولهم
شكرا ابا عاصم لقد ابدعت وخطت يداك مشكله ملموسه ويعيشها الكثيرين لعلنا وجدنا ظالتنا من خلال هذه الصحيفه ان نجد من ينتشل شبابنا من غفلتهم ويعيدهم للمسار الصحيح

ابو يوسف

أحسنت أبا عاصم ولا فض فوك وشئ جميل انا الانسان يدرس المجال الذي يحبه وسوف ويبدع به بدون النظر عن الوظيفة لكن ان لم يكن يعرف المجال الذي يحبه ماذا يعمل

محمد آبوفهد

ماشاء الله تبارك الله مقال في الصميم راقي جداً شكلاً ومضموناً
أسلوب سلس جذاب وتوصيل الفكرة بطريقة أسلوب السهل الممتنع
أسلوب الكتاب الكبار
اتمنى لك التوفيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *