( حين يمتزج الشجن والوطن )
لِما نلام .. ونحن لم نعرف سوى أن الوطن مجرد كلام ..
ومن الملام أن جهل الطالب وحل في الدنيا الظلام..
أهي أسئلة تستوجب الاهتمام ؟..
أم مجرد أضغاث أحلام ..؟
أسئلة كثيرة في رأسي تحوم ..
هل نحن من جهل وطنه ..؟
أم الوطن هو من جهلنا .؟
ما الوطن .. ؟
أهو الأرض والسماء.. ؟
أم الروح والجسد والدماء..؟
أم الحاكم المسؤول ؟..
لمن الولاء ..؟
ولمن نرخص الروح ونهب الجسد أشلاء..؟
ألهذه الأرض ؟..
أم للعرض ..؟
أم لمن شرع الدين والفرض..؟
والآن .. بعد السنين الطوال .. وبعد أن تغير بنا الحال..
وبعد أن أريق دم أبناءنا وسال ..
قاموا من الرقاد ..
كمن مات مائة عام ثم عاد..
تنبهوا للرزيّه .. وحددوا لها قراراً يشرح القضية..
فجاءوا بالقاتل وعلى يديه دم الضحية..
القاتل .. ابن تنكر للوطن ..
باع دينه ورضي له الدنِيّة..
وبالبحث عن من زرع في عقله الأوهام..
وصيّرها قنابل ضدنا وألغام ..
ظهر لنا.. من وسط الزحام ..
يدور هنا ..
وهناك حام..
شيخ يدّعي الإيمان ..
بلحية وسواك ازدان ..
يذَكّر بالصلاة والصيام ..
وينكر الذنوب .. ويعفُّ عن فعل المعاصي والآثام ..
ولكنه نطق بما يلفت الاهتمام..
كلامه حيّر ذوي الألباب والأحلام ..
يفتي بالجهاد ..
ضد العدو والاستبداد ..
يذّر في الأعين الرماد ..
وبحسن المقال .. الكل أُعجب بقوله وأشاد..
وجدته يغيّر مفهوم النصوص..
يسرق العقل شأنه كشأن أعتى اللصوص ..
بل هو أخطر بعموم القول وحتى الخصوص..
حٓلّل القتل ببلاده ..
وأسند لقوله سنة النبي وكتابه ..
أوهم شبابنا وغسل بالكذب مخه ..
وأقنعه بالدليل .. وزيّف عليه نَصْه ..
حتى صدّق المسكين نفسه ..
وخال أنه ملك منبع الفخر وأُسّه ..
وأوهمه بعزة نفسه وغٓرّه ..
وللمهلكات بحديث ضعيف جٓرّه..
وزاد عليه القول وأعاده عليه ثم رَدّه ..
حتى ظن نفسه المسكين أحد الصحابة..
فغدا المغرور شعلة نار..
بحزام ناسف تجهز وثار..
ولضمان إقدامه ..
ذكّره بحديث الجهاد وصحة إسناده ..
و في ثوان قليله ..
انتهى الأمر ياساده ..
مات ابننا هكذا ببساطه ..
فجّر نفسه وهو يصيح بالشهادة..
هكذا تتوالى المشاهد ويسدل ستار المسرحية ..
وتنتهي الحكاية .. وننساها .. حتى يفجعنا مصاب آخر يكون من أبناءنا قاتل آخر وأيضاً الضحية ..
أفيقوا جميعكم .. عالم .. ومعلم .. وإمام .. وكل مسئول عن الرعيه ..
هبّوا .. وشبّوا .. شباب وشيّاب .. واحفظوا عني الوصيّة ..
حتى نقتلع جذور هذا الشر ونعيد لأمتنا الهويّة ..
عودوا للإسلام .. وتعهدوه .. وعودوه أبناءنا وبناتنا كما جاء في كتاب الله وحديث نبيه .
فايز حميد البشري
مقالات سابقة للكاتب