يعرف الصياد نوع فريسته التي لم يراها بأثر خطواتها المتروكه في الأرض بعد مضيها ، كما تعرفنا عن الكثير من الأقوام التي سبقتنا من خلال آثارهم ..
تلك المباني الطينية والخطوط التي سكنت الجدران الصخرية وبعض من الكنوز المفصحة عن ماهم عليه مالكيها في السابق ، وكما قال الفلاسفة أن أجمل مايمكن أن يؤرخ للأحفاد هي الكتب ..
– في بادئ الأمر عندما لا نهتم نحن في آثار ماسبقونا ونقدم لها الجهد اللازم سيسبب ذلك أن ماسنورده للأجيال القادمة عدم الاهتمام بالآثار .. “أول أثر ننقله لهم عدم البحث عن الأثر”..
تقديم ماسنصوره لتلك الأجيال عننا من البناء والثقافة المنتقلة عن طريق الشعر والروايات التي تسكن أفواه الأجداد للأحفاد ومن خلال الكتب في بالغ الأهمية ليس في كامل مايطرح من الافكار والشكلية المعلوماتية واختلافات الرأي ، في تقديمها لهم بل في مانضعه في أرشيف الأثر ونحسن اختياره واعتماده ،
فلن نستطيع التحكم بتلك الافواه المزيفة للتاريخ ومخترعة الأسماء بالمال ولكن نستطيع عدم اعتمادها..
لن تستطيع بناء حضارة مستقلة بذاتها وتعبر عن ماهي عليه إذا لم ندرك التاريخ جيداً ونعترف بهويتنا ومانحن عليه ، هنالك دول لم يتجاوز عمرها المئة عام وتتملك الان الاقتصاد العالمي وأنتج ذلك بعد أن صنعو تاريخ وتحديد هوية لابنائهم الذين نشئوا عليه مستقلين بحضارتهم لكي تورد لهم تلك الانطلاقة باللحمة الوطنية ..
– لدينا في شبه الجزيرة العربية إرث لايقدر بثمن ومازلنا نفشل في جذب العالم في ذلك ويجب أخذ الأمر بالأسباب التالية :
* تهيئ الأماكن الأثرية كينبوع سياحي عالمي يجذب الكثير من الباحثين عن تاريخ الأمم ولترسيخ تلك الحضارات لتبقى قرون مديدة وإقامة الابحاث العلميه عنها.
* التوصيل الاعلامي الجيد في البرامج المتنوعة عن ماتركه الأجداد وماهم عليه ، ونحتاج في هذا الأمر أن يتم الدعم الشخصي المعلوماتي من كبار القبائل وأفرادها للمنتجين ولرجال الإعلام وتوجيههم بالمعلومات التاريخية الصحيحة .. “كما نرى برامج تسرق هويات قبليه لمن سكن الحجاز وتخل بأرث تلك القبيلة”..
* تحديد هوية تاريخية محددة معتمدة من قبل وزارة الثقافة والاعلام وفصل النزاعات والاراء التي تسكن الكتب التي يعبث بها الأشخاص من الدول المجاورة ويصدرون مؤلفاتهم عن أنساب ومعاهدات لم يفقهوا فيها شئ .. جل ماسردوه من أجل المادة في إصدار تلك المؤلفات المزيفة .
* نشر المتاحف وجعلها تقطن في كل محافظة ومدينة وقبيلة تؤرخ ما كانت عليه كمشاريع ترفيهية وثقافية تاريخية للأبناء ، فذلك أفضل بكثير مما يقدم في الترفيه الذي لانعلم إلى أين سيصل مبتغاه في هذه الأيام.
* التعليم في المدارس يجب أن يركز على الآثار التي وجدت في شبه جزيرة العرب الحديث منها والقديم ، والقيام بزيارة المتاحف والأماكن الأثرية وإحياء ذلك الإرث في أنفس الطلاب.
* التعزيز الثقافي في المطارات بأركان تجارية ثقافية تقوم بعرض منتجات تعبر عن حضارة شبه الجزيرة العربية من رسومات ومجسمات وكتب مترجمة وألعاب وتعريف للاماكن السياحية في المملكة تستهدف السياح العابرين من المطارات السعودية أو القادمين للقيام بأعمال تجارية وللمقيمين عندما يتحدثون عن ماوجدوه في الجزيرة العربية وتاريخها لمن يقطنون في بلدانهم.
* إنشاء خطوط سير سياحية في كامل أرجاء المملكة تحيط الأماكن الأثرية ببعضها البعض ، وتقدم لشركات السياحة العالميه التي تسهل خط السير والإقامة والخدمات للسياح المجذوبين من بلدانهم بنشر إعلانات تجارية في جميع أرجاء البلدان العربيه والغربية.
– النظرية التكاملية :
* لايخلو تاريخ شبه الجزيرة العربية من القبلية ، فما كان عليه قبل التوحيد مجموعة من القبائل تسيطر على أراضيها ولكل قبيله لها راية ومازالت جميع القبائل بذلك ، ومن ما يؤخر ويفرق ويخلف الرأي النظره التنافسية بين القبائل ، وهذه تجعلنا في دوامة دائماً ، يجب أن ترى القبائل بوجود القبائل الأخرى بنظرية التكامل لا التنافس لكي نبني ونوحد إرث المملكة العربية السعودية داخل منظومة تكاملية واحدة .
مروان إبراهيم المحمدي
مقالات سابقة للكاتب