الطب البديل وطواف المراكز الخاصة

– أخلاقيات المهنه من أحد أهم المواد التي يمر بها الطبيب في خلال مرحلته الدراسية ، وللأسف كما أرى ما إن تمر الأيام لتخرجه وتوظيفه في المستشفيات الخاصة حتى ينقلب البعض ويجعل من الطاولة الأخلاقية الخيرية ميدان تجاري بين يديه المعالجة بعد فضل الله سبحانه وتعالى ، كيف أربح لا كيف أعالج ، ويتنافس في ذلك المتنافسون .

– (وتحبون المال حبا جما ) .. لا بأس ياقائد المستوصف والمركز والمستشفى الخاص فهدفكم في افتتاح هذه المنشأة الخاص يجب أن يكون أولاً في خدمة المجتمع ثم للربح التجاري لا العكس ، إن في هذا بلاء لكم بما تجمعون ووباء بنشر مايضر للمرضى في المجتمع بغية إزهاق جيوبهم ، كل ضرر في المجتمع سيعود إليكم ولأبنائكم ، نشر الخلل في المجتمع تأثيره سيخل بك لأنك فرد منه .

– دوار الأطباء في المستشفيات الخاصة دوامة تهز المريض وتشعل بطاقة التأمين ، عندما يتم إجبار المريض بطوافه بين أقسام المستشفى وإن لم تكن هنالك الحاجه ليتم استنزاف بقدر المستطاع دنانيره ، ويتم صرف مجموعة من الأدوية ثلثها لافائده منه ، وكما نرى أن صرف الادوية بشكل ربحي شائع وبشكل أولوي مستهدف في المراكز الخاصة ، أدى ذلك لفشل كبير في ربط الثقة بين المريض وطبيبه .

– حتى برزت خزعبلات طبية من أشخاص غير موثوق بهم ، وتولد الاتجاه لهم بعد ضعف الحيلة ، كانت الجهالة الطبية تتوسط جميع الحضارات وتمردت عنها الحضارة الاسلامية بقيادة أبو الطب الذي نال رضى مرضاه بالعلاج الفعال وباكتشاف الأدوية الكيميائية والجراحة والفحص الطبي ماجعل المسلمين يرصدون المركز الأول في الطب في تلك الفترة بينما كان العالم غارق في الجهالة الطبية ، والآن وللأسف البعض يعيدنا إلى تلك الجهالة ونحن نمد له العون بازدحام المجتمع أمام بابه .

– الطب الشعبي يتعامل مع المرض لا مع حالة المريض فلذلك نرى تفوقه في حالات معينه ، إن نجاحه مع أحد المرضى لن ينتج نتاجه في غيره من مالك نفس المرض ، فالأمور المتداخلة كـ أمراض الضغط والسكر وتواجد أمراض أخرى مع المرض المراد علاجه تكون مانع في قبول المريض للعلاج البديل ، وفي بعض الحالات يكون علاج المرض يسبب مضاعفات في المريض لوجود مرض آخر يتحسس من العلاج ، لايمكن أن يتم صرف الدواء المناسب للمريض والدقيق بدون عمل فحص للمريض .

– ولد الطب بالدور الخيري الذي انتقل من اهتمام العائلة بالفرد إلى اهتمام العوائل بالأفراد إلى اهتمام المجتمع بالعائلة ، بداية تفاعلية خيرية تطوعية إلى أن تطور وأصبح من إنسانية إلى “اللا إنسانية” لدى بعض الاطباء ، استغلال المحتاج من أبرز الأمور التي تدل على سجية المستغل وعدم الرحمة والفكرية الدنيئة ، وللقانون مكان في دفاعه عن المحتاج واستغلاله ، فما سيكون المستقبل وهذا الحاضر الطبي الاستغلالي سينتج نشأة متدهورة في المجتمع حاضراً ومستقبلاً .

 

مروان إبراهيم المحمدي
“أخصائي الإدارة الصحية وإدارة المستشفيات”

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “الطب البديل وطواف المراكز الخاصة

احمدمهنا

وفقك الله .. ويزداد مقالك قيمة لكون موضوعه من تخصصك..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *