يرى الكثير من الناس في نفسه ما ليس فيها فهو شاعر وقلم لا يشطب له سطراً ، ولكن الظروف والضومنة والبالوت ونشأته التعيسة في الديرة وربما البلاي ستيشن لاحقاً وعدم تقدير القائمين على جائزة نوبل لفكره إضافة إلى تعصبهم ضد الإسلام والمسلمين قد حالت دون حصوله على جائزة نوبل، تماماً مثلما حالت عقليات مدراء مدارس الديرة دون تفوقه في مختلف المراحل الدراسية ، هؤلاء المدراء والمدرسين الذين لم تكن لديهم القدرة على اكتشاف عبقريته . ولكن لا بد للحق أن يهزم ليله ويحتفل بانبلاج فجره وسطوع شمسه مع ظهور التقنية ومنتديات الانترنت والصحف الالكترونية .
فظهر لنا بعضاً من المستشعرين والكتاب من أصحاب المواهب العقيمة وأظهروا لنا سوءات عقولهم مزهوين بها وهم يحسبون أنهم يوارونها ويكسونها لباسا وريشا .
وبقيت بقية في المجتمع مصهلل وشكيل والدكتور وحرف إظهار وغيرهم من الأسماء المستعارة يغربلون ما يكتب ويتعقبون القاصية ليفترسوها وهنا تتحقق مصالح كثيره منها رفع مستوى الصحيفة وتسلية القراء وزيادة عددهم وكبح جماح المتهورين وإعادتهم الى جادة الصواب . ولا ننكر أن لهم في عصيهم مآرب أخرى أحياناً إلا أن ذلك لا يزال يصب في المقام الاول في مصلحة الصحيفة والمجتمع .
وما شكيل على سبيل المثال لا الحصر إلا معلماً يضع القدة والكشاف ليكشف جودة التلييس
فلماذا نلومه عندما يجد الكشاف يمر من تحت القده وليس الضوء فقط، هنا يحق لشكيل أن يستخدم (كريكه ويخلط به كتابتك ويخلي اللي ما يشتري يتفرج) .
أخي عمر أبو ريشة وانت يا نجيب محفوظ
عندما يخبرك أحد الأسماء المستعارة بإن قصيدتك (حلاقة باكستاني) وأن مقالتك ليست إلا ( صحن كبده وشوربة معلمي ) فقد صدق وأهداك حفظ ماء وجهك في محافل أخرى علنية غير افتراضية .
فالعبرة على دفاتر أوراقك خيرٌ لك من (تلقيط وجهك على الملأ – و إني خيرتك فاختاري) . لذلك أتمنى من كل كاتب وشاعر قبل أن يتحفنا بما في جعبته أن يقف لثوانٍ ويطرح على ذاته ثلاثة أسئلة:
١- هل عرضت قصيدتي على شااااااعر وأجازها؟ ( فإذا لم تكن تعرف شاعراً ، فما قولك بقول شاعر لأن الطيور على أشكالها تقع)
٢- هل تقبل عكاظ أو المدينة أو أي صحيفة رسمية أن تنشر ما أكتب في زاوية داخلية لأكتب في صحيفة الديرة ؟ فإن لم يسبق وحاولت فاعرض مقالك على من تظنه أكثر منك علماً قبل أن تزين به الصحيفة، وشكر الله سعيكم.
٣- ما الهدف من مقالي هل هو هم دعوي أم تقويم اعوجاج في المجتمع أو لعله توجيه سلوكي وغيره من الأهداف المشروعة ، فإن لم تجد هدفاً محدداً لمقالك غير رغبتك في وضعها تحت صورتك المعدلة بالفوتشوب فاعلم رعاك الله بأن مقالك ليس له إلا هدفاً واحداً ألا وهو (الترزز) وشعور بالنقص تحاول تغطيته ومعظم الناس تدرك حقيقة هدفك ، وتأكد يا أخي بأن مجتمع الديرة لم يعد ذلك المجتمع البسيط الذي يمكن خداعه فلا تخدع نفسك ولتعلم بأن من ينعتك بالأستاذ ليس إلا متملقاً منافقاً أو (مطقطق على رويسك) تماماً حاله حال من ينعتك بالشيخ وأنت لست شيخاً في قومك أو سنك وجيبك عامراً بسجائر المارلبورو ، فأين انت من المشيخة وقد باعدت ما بينك وبينها بعد المشرق عن المغرب، أو من يلقبك بالمهندس وانت مراقب في البلدية أو يناديك بالكابتن وانت خلف المرمى ( تسف دخان ) أثناء لعب الشباب في ملعب السعد ، فقد قالت البدو( من عرف نفسه سوي وزنها ذهب)
معظم الأسماء المستعارة هي العقول النيرة متى ما قيدت لن تتبوأ صحيفتنا مكانة أعلى من جلسة على دكة دكان حمدان أو عبدالسلام أو دكان أبو هديب، ستموت مثلما ماتت منتديات الديرة والدكاكين قبلها. دعوها حرية مطلقة تماماً حالها حال السوق الحر فجودة البضاعة تفرض سعرها وبقاءها من عدمه ، والزمان والقارئ كفيلان بفلترة الغث من السمين ، فلنترك أصحاب الأسماء المستعارة ينتقدون خصوصا وأنهم لم ينتقدوا إلا نصوصا لا تتعدى كونها نصوصاً للهواة هي للنقد أحوج ، وإن وجد بعض التجاوز أو المبالغة في النقد فلا بأس لأن تجربة النقد حالها حال الكتابة وابداء الرأي جديدة على المجتمع بوجه عام ، ولتكن هذه الصحيفة لبنة في بناء جيلاً من المثقفين أو ربما المفكرين قد نراهم يوماً ما في صحف وقنوات على مستوى الدولة أو أكثر انتشاراً.