منذ سنوات وهناك شد وجذب بين أطراف عدة حول المدينة الصناعية بغران.
الطرف الأول وهو المستثمر الذي بحث عن دخل مالي يضاف إلى خزينته، دون النظر إلى سلبيات هذا المشروع، وذلك بتسويقه للوهم والضرر تحت مسمى رنان وموسيقي أسماه ( المدينة اللوجستية ).
والتي تم تصويرها لنا من خلال الكروكيات والرسومات والمجسمات على أنها مدينة الحلم والمستقبل والاستثمار، والداعم الأكبر لمحافظة خليص بالوظائف الشبابية.
والطرف الثاني هم أطراف مساندة وداعمة للمستثمر؛ نظير مصالح شخصية أو اتفاقيات لوجستية بينهم، أنستهم دورهم في رفع الضرر عن محافظتهم وأهلهم بمخطط غران المجاور لمدينة الوهم.
وكلاهما اتحد وانصهر مع الآخر للدفاع وللإقناع وللتشجيع على إنشاء هذا المشروع الوهمي والضار للإنسان وللبيئة، وسعوا بكل قوتهم الإدارية والإعلامية والشخصية لتسويق هذا الوهم والسعي إلى إنشائه في مدخل المحافظة.
إلا أن هناك فئة شريفة وشجاعة وصاحبة أيادي بيضاء على المحافظة، نذرت نفسها لدعم المحافظة وأهلها بالمشاريع الحيوية والتنموية والرياضية، والانتصار لحقوق المواطنين ورفع الضرر عنهم، والوقوف في وجه كل من يسعى لإلحاق الضرر بها وبأهلها.
هذه الفئة كتبت وخاطبت وبينت للجهات المسؤولة حجم الضرر الذي سيلحق بالأهالي نتيجة إنشاء هذه المدينة الصناعية بالقرب من أماكن تجمعات السكان؛ فلم يخذلهم الله، ولم يتخل عنهم المسؤول الأمين والصادق – مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل – الذي وجه بتشكيل لجنة لمتابعة الأضرار الناتجة عن إنشاء هذه المدينة.
فظهر صباح الأربعاء الموافق ٢٢ / ٧ / ١٤٣٨هـ، الخبر المفرح لساكني المحافظة الشرفاء، بإصدار وزارة الشؤون البلدية والقروية قراراً بإلغاء المدينة اللوجستية بغران .. فألف مبارك لأبناء عمومتنا ولأهلنا في غران هذا الانتصار للإنسان وللبيئة.
محمد الرايقي
مقالات سابقة للكاتب