منذ الولادة ونحن في أمواج مرة تعلو بحنان الأبوين وتزيد بدلع الجد والجدة وتحلو بضحكات الخال والخالة وتزهر بحضن العم والعمة ، كم حملتنا الأيدي المحبة وهي تتقاسم محبتنا وتتسابق على حملنا وترسم لنا معنى الحياة التي تغازل العقول الصغيرة .
وتمضي الحياة وتأتي على بعضنا أوقات تخبو ونغوص مع تلك الموجة وتخبو معها تلك السعادة وتتملكنا أحاسيس الفقد للذة الأنس والتفرد وحلاوة الحنان المفقود ، حينها قد نسمع بعض أصوات الأحزان في أرجاء الكون وهي تتابع على مر السنوات تعكر مزاج الأيام وصفو الحياة …
هنا الحياة وهذه أحداثها المؤلمة ، تصدح في فلك ضحكاتك أصوات البكاء وكلمات ترثي حالك …
إنها ساعة يخافها كل طفل وشاب يبحث عن لمسات الماضي وذكريات الحياة والغيمة المظلة له لتحبس عنه حر شمس المواقف وتمطر عليه غيث السعادة كلما احتاج إليها ..
إنه يتم الكبير قبل الصغير إنه زوال الدرع الواقي إنه انهدام السد العالي إنه فقد أغلى الأشياء وأثمن الأشياء إنه تحول الصغير إلى كبير ولو كان كبيرا في حينه إنه الفقد الكبير والاحساس كضرب السيوف وطعنات الخناجر لا يعرف ألمها إلا من ذاقها وعايش مرارة طعمها
يا مرارة الألم في نفسه وهو يسمع صغيرا مثله ينادي بها وهو لا يستطيع وياحسرة الشاب يعود بنجاح وهو لا يجد من يشاركه به إلا صورة يراها ويقلبها ويتمنى أن يسمع صوتها ولكن يقف عاجز أمام كلمة قد طبعة على تلك
الصورة بالخط الأسود …….. …. متوفي
وقتها لا تسعفه الدموع ….. لا على رحيلهم بل على أطفاله من ألم قد يشعرونه على سكة الحياة …