وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – كلمة للمواطنين والمسلمين في كل مكان بمناسبة عيد الفطر المبارك.
وفيما يلي نص الكلمة التي تشرف بإلقائها معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد :-
الحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين .. والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى خَيرِ خَلْقِهِ مُحمَّدٍ بنِ عَبدِاللهِ وعلى آلهِ وصحبِهِ أجمَعينْ.
أيُّها الإخوةُ والأخواتُ في المملكةِ العربيةِ السُّعُوديةِ
أيُّها الـمُسْلِمُونَ في مشارِقِ الأرضِ ومَغارِبِها :
السَّلامُ عَليكُمْ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركاتُهُ، وكُلُّ عَامٍ وأنتمْ بخيرٍ
تَغمُرُ مَشَاعِرُ الفرَحِ والسُّرورِ نُفُوسَنَا جَمِيعًا هَذهِ الليلَةَ السَّعيدَةَ، بَعدَ أنْ مَنَّ اللهُ عَلَينا بإتْـمَامِ صِيامِ شَهْرِ رَمَضَانَ الـمُبَارَكِ، وَقِيامِ لَيَالِيهِ، والتّزوُّدِ بِما فِيهِ مِنْ فُرَصٍ عَظِيمَةٍ، وبِعِبادَةٍ اختَصَّها اللهُ سُبحَانهُ وَتَعَالَى بِالأَجْرِ الجَزيلِ، والثَّوابِ العَظيمِ، وذلِكَ لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ فيما رَوَاهُ عَنْ رَبِّهِ “كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ لَهُ، إلا الصَّومَ فإنَّهُ لي وَأَنا أَجْزِيْ بِهْ”. وَنَسأَلُ الـمَولَى جَلَّتْ قُدرَتُهُ أَنْ نَكُوْنَ مِنَ الذينَ وَفَّقَهُمْ فِيْ الصِّيَامِ وَالقِيامِ، وهَدَاهُمْ إلى صَالِحِ الأَعمَالِ.
إخواني الـمُسلِمِينَ:
لقَدْ هَذَّبَ الإسلامُ النَّفسَ الإنسانِيَّةَ في كافَّةِ أَحْوَالـِـهَا، وجَعَلَ مِنَ العِيدِ فُرصَةً عَظيمَةً لِلتَّواصُلِ، وَبَثِّ رُوحِ التَّسامُحِ والأُلفَةِ والتَّكافُلِ بينَ أفرادِ الـمُجتَمَعِ الإسلامِيِّ، فَيَجُودُ فِيهِ الغَنِيُّ على الفَقيرِ مِمَّا أنعَمَ اللهُ عليهِ مِنْ فضْلٍ، ويَصفَحُ الـمَظلُومُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ، ويَصِلُ ذُو الرَّحِمِ رَحِمَهُ.
إخوَاني الـمُسلِمِين :
يُعانِي العَالَمُ اليَومَ مِنَ الإرهابِ بِشَتَّى أَصنَافِهِ، وَكَافَّةِ أَلوَانِهِ وَأَنـمـَاطِهِ، فَهُوَ آفَةُ هَذَا العَصْرِ، بـِمَا نَتَجَ عَنْهُ مِنْ فَسَادٍ لِلسَّكِينَةِ والسَّلامِ الَّلذَيْنِ كَانا يـُخَيِّمَانِ عَلَى الـمُجتَمَعَاتِ الآمِنَةِ، وَإنَّنا نُوْلِيْ جُلَّ اهتِمَامِنَا بَأنْ يَسُودَ الأَمْنُ والاستِقرارُ العَالَمَ بِأَسرِهِ.
أيُّها الـمُسلِمونَ ..
لَقَدْ فَتَحَت الـمَمْلَكَةُ العربيَّةُ السُّعودِيَّةُ قَلْبَهَا لضُيوفِ الرَّحمنِ، وَأَشْرَعَتْ أَبَوَابَها لِكُلِّ القَادِمِينَ إليها، مُعتَمِرينَ وَحَاجِّينَ وزائِرينَ، وَسَخَّرَتْ لَهُمْ كَافَّةَ الإمكاناتِ والجُهُودِ فِي سَبيلِ رَاحَتِهِمْ، وَأَدَائِهِم لشَعَائرِهِم وَمَناسِكِهِمْ، بِيُسْرٍ وَسُهُولَةٍ، وَأَمْنٍ وَاطْمِئنانٍ، وَنَحْمُدُ اللهَ الذي أَعانَنَا عَلَى القِيَامِ بِهذا الدَّورِ في خِدْمَةِ الحَرَمَيْنِ الشَّريفَيْنِ وقاصِدِيهِما، مُواصِلِينَ بِذلكَ جُهُودَ مُلُوكِ وَحُكُومَةِ هَذِهِ البِلادِ الـمُبارَكَةِ، مُنذُ عَهْدِ الـمُؤَسِّسِ جَلالَةِ الـمَلِكِ عَبدِ العَزيزِ آلِ سُعُودٍ رَحمْهُ اللهُ.
وَإنَّا لَنَبْتَهِلُ إلى الـمَولَى، جَلَّتْ قُدرَتُهُ، وَنَحنُ فِي جِوارِ بَيتِهِ العَتِيقِ، أنْ يَحفَظَ لِلمَمَلَكَةِ العَربِيَّةِ السُّعُوديةِ عِزَّها وأمجادَها، وأَنْ يُوَفِّقَنا لِخِدْمَةِ دِينِهِ، وَلِمَا فِيهِ خَيرُ الإسلامِ والـمُسلِمِينْ.
تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنكُم صالِحَ الأعمالِ..
وكُلُّ عامٍ وأنتمْ بخيرٍ..
والسَّلامُ عليكُمْ ورحمَةُ اللهِ وبركاتُهْ