في إحدى المطارات الداخليه كانت هناك أم مرهقة متعبة من ابناءها حيث تقوم بتنظيف أحدهم وارضاع الآخر…
وبينما هي منهمكة في ذلك وقد وصل التعب بها أقصى مراحله إذ بدا لها في أحد زوايا المطار شاب ومعه فتاة ممسك بها بطريقة عجيبة
كان الظاهر للجميع أنهما عروسان في شهر العسل ولكن تصرفاتهما كانت سبباً في ازدراء أغلبية المتواجدين في صالة الانتظار ولم يقبض على ألسنتهم إلا الحياء …
وبينما هما يتقدمان نحو هذه الأم .. والأم حالها حال بقية المتواجدين لم تعجبها تصرفاتهما فقد كان ملتصقاً بها جداً وضاماً لها بكلتي يديه ..
وعند وصولهما طلب من الأم إبعاد حقيبتها عن الكرسي المجاور لها فأبعدت حقيبتها وهي لاتزال تستنكر وضعهما
أجلس عروسته بكل رقة وبقي واقفا بجوارها يبادلها الحديث فمرة يسألها هل تحتاج شيئاً ، هل هي مرتاحة ، هل يحضر لها مشروباً .. والأم لاتزال تسرق الأنظار وعينها من زوجها الأسباني الذي كان يمكث في أحد الكوفيهات لشرب القهوة وتصفح الجريدة تاركا لها هم الأطفال وكأنه ضيف شرف ليس إلا ..
بعد مرور الوقت والعريس لايزال ممسكا بيد عروسته وجاثيا على ركبتيه وهو يهمس لها إذ اخبرها بأنه سيذهب ليحضر لها مشروباً بارداً يساعدها على تحمل عناء السفر وقال لها لا تخافي لن أتأخر
والأم لا تزال تستشيط غضبا فما الداعي للخوف ؟؟؟
ما إن غادر ذلك الشاب المكان إلا وبادرتها بالاسئلة :
هل أنتما عروسان ؟
أجابتها بنعم
فقالت لها وإلى أي بلد متجهين ؟
فأبلغتها أنهما متجهان إلى مدينة جده لقضاء شهر العسل
فبادرتها بسؤال مباغت لماذا جدة بالتحديد؟ ألم تحاولا الذهاب لدولة أوروبية أو إلى شرق أسيا ولماذا قال لك عريس الهناء لاتخافين فليس للخوف أي داعٍ فنحن لانزال في بلدنا؟؟؟
فأجابتها :
أنا لم ارغب في السفر وإنما نزولا عند رغبة زوجي وبعد الحاحه وافقت على مدينة جدة وبالنسبه للخوف فلأني ضريره (عمياء) لا أبصر وقد رزقني الله عز وجل بهذا الزوج الذي يحبني ويسعى لأرضائي ..
كان جوابها كالصاعقه بالنسبه للأم
استحقرت نفسها واستعجالها في الحكم
الخلاصة
احسنو الظن دائما ولا تستعجلوا في الحكم من خلال الظاهر فقط !
عزيزي الاسباني فلتتق الله في زوجتك ولتكن عونا لها فلا يعقل أن تقوم هي بكل الأعمال وأنت مكتوف الأيدي ، لا يهمك إلا راحتك فقط ، فإن لم تستطع فعليك بأحضار من يعاونها ويساعدها من أجل أن تستمع هي الأخرى بهذه الرحلة
ربما يظهر لك ان فلانا من الناس في غاية الراحه وهو على النقيض وإنما يظهر لنا الجانب المشرق من حياته فقط حتى لا يكدر علينا فلنحمد الله على مانحن فيه من نعم لا تعد ولا تحصى
ومضة :
يا معشر الرجال لستم بخير من رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فقد قال : ( خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي )
ينبغي إعادة النظر في هذه النقطة وتدارك مافات فزوجاتنا أحق بالمساعده والعطف.