لا يمكن أن يتنازع اثنان في أهمية دور المكتبات للمجتمع التي تقوم بدورها بتقديم التنمية للحالة الثقافية ، ولا يتخاصم نفس الاثنان بأن العالم العربي يحتاج لنشر التنمية الثقافية – نحتاج ذلك بشدة – ، كما نرى من خلال معدلات القراءة البسيطة فيما حولنا وهذا ماتثبته المبيعات ووجود المكتبات العامة القليلة الغير مكتظة ، وعندما نقارن الإحصائيات النسبية مع العالم الحديث سنعلم الفرق الكبير وعن ما أتحدث عنه .
هذه أوضاعنا الآن في العالم العربي من خصام إلى حروب إلى أحزاب طائشة ، بل أصبحنا آداة للامبرالية عندما نرى كهولة سياستنا بشكل عام ، وكم أصبحنا الوجبة الصائ التي تنتج الخير لكن لا تجد الكيفية الجيدة في استخدامه في بلادنا.
لدى مجتمعاتهم الثقافة العليا ذات أهداف واضحة وإنسانية تحل جميع المساوء والنزاعات بدون أي تخلف؛ تارك ذلك فارق بيننا ، حيث أصبح من السهل استعباد العرب بعد تميع عقولهم.
قريباً ستعلن وكالة ناسا عن إكتشافهم لمخلوقات فضائية كما ذكر قراصنة الانترنت ، ولن تتجه الكثير من الآذان لهذه الأخبار فهم مزدحمين بالأخبار الملغومة والمهتمة بالحروب والتفرقة والتعنصر ، في هذا الموقع تأتي فكرة وإثبات أن الاسلام كثيراً ما يتم تنفيذه وفهمه بشكل خاطئ ، فلذلك ترى الحروب والفئات الضالة والموت لأمريكا وتفجيرات حول الحرم .. إلخ ، ففي هذه الظروف يجد الملحدين اتباع نظرية داروين وعباد المجتمع العربي ومتبعين الأديان الأخرى منفذ لجعل الإسلام والعرب بصورة واقعية غير إنسانية ، فالشعوب العربية لاتعرف أهدافها جيداً ودورها الصحيح الذي يجب اتخاذه مع هذه الأوضاع المخزية.
يوجد في الواقع مثقفين وقراء في المجتمع وما أن ، حتى تجدهم كالسكاكر التي تتهافت عليها مجموعات النمل ، يتغذون الناس من تلك العقول ، ومايحمل غالب تلك السكاكر الفئات المثقفه ليس بجديد سوا أنهم ينقلون مايكتب في الكتب ويتجهون في هذا الموضع إلى استغلال اجتماع الناس حولها إلى مصالح شخصية ومنازعات مع نظرائهم من السكاكر الأخرى ويبقى النمل تائه مفرق محزب بين هؤلاء ‘ المثقفين ‘ وبعض الدعاه والشيوخ حاملي إختلافات ومجموعات تستعملهم ، رغم أن كل شئ واضح في الكتب وهم لايقدمون بشئ جديد أو منتوج من أفكارهم .
لا ألقي كامل اللوم على قطع السكاكر في استغلالهم للناس وتجييشهم ، هنالك مقوله تقول ( لا تسأل الطغاة لماذا طغوا ، بل إسال العبيد لماذا ركعوا ) ، هذه الرقاب التي أصبحت تتهافت على كل من تسمع أنه يقرأ أو مثقف أو سياسي .. إلخ ، يستنجدون بما يحمل ويركضون خلفهم بدون أي معرفة بالأدلة أو مصدر من مايدخل عقولهم ، كما أقول دائماً : ترك العقل لكل هاوية ورياح يجعله مليئ بالأتربة ، فأصبح المثقف بينهم كالشئ العظيم يحارب ويحقق معه ويقدمون له أرقابهم السهلة الاستعباد .
غالب مايقال مأخوذ من كتب ، وقليل منه من الافتاءات التي لامصادر لها ( حتى الكتب الحالية مشتقة من كتب أخرى أو أفكار بديهية ، قليلاً ماتجد الجديد ) ، ولن نجد الغير بديهي والكثير من الجديد إلا عندما نولد المكتبة في المجتمع ، هنا نعود لموقع أول المقال وإلى الاثنان الذين لايختلفان على دور المكتبات ..
نرى الكثير لايؤيد مايقام من حفلات غنائية ‘ رقصات كترفيه ‘ بل دور هيئة الترفية بشكل عام غير مؤيد ، تعاند المجتمع بما تقوم ، واستحفظ من ذكر أهدافها ، نريد ‘رقصات على الكتب ‘ أليست المكتبات العامة أحق بأموال الترفيه وهي التي يؤيد وجودها المجتمع كاملاً ! ، مكتبات عامة هي التي نفقد دورها بشكل كبير في كل محافظة هي التي تحمي الرقاب من أتباع الثقافة والمتخلفين في الدين المنجرفين تحت مصالحهم الشخصية والمرائين ، المكتبة هي التي ترحم الناس من كل الأمور التي اتجهت لها في كامل المقال من النزاعات والحروب ، فالمكتبه نحتاجها لترحم الرقاب من تناطح السكاكر .
* قال ابن عباس رضي الله عنهما ( خذو العلم من حيث وجدتموه ، ولاتقبلو قول الفقهاء بعضهم على بعض فإنهم يتغايرون كما تتغاير التيوس في الزريبة ) .
كما يتغاير الفقهاء فـ بالطبع المثقفين والتكنوقراطيين وغيرهم يتغايرون كذلك ، والمسأله التي أقصدها هنا الاستدلال ( خذو العلم حيث وجدتموه ) ، هذا حث على البحث والاعتماد على النفس في إيجاد المعلومات والتثقف والتفقه في الدين ، لانريد مجموعة من المثقفين ولا مجموعة من الدعاة في المجتمع العربي ، بل نريد مجتمع مثقف يعرف الإسلام جيداً لايتبع محرفينه ، وهنا ياتي دور المكتبة وينكشف الاشتراك بين المكتبات والحالة السياسية والاقتصادية والإنسانية .. هنا نحتاج لدور المكتبة العامة في كل مدينة ومحافظة ، لتعزيز ثقافة القراءة المجانية للمجتمع ، لنشر الوعي الكامل ، لنشر ثقاقة المرجع الصحيح للمجتمع ، لنشر ملاذ للشباب في المكتبة لا في الحفلات الغنائيه والأماكن السقيمة ، نحتاج الى إحتضان ثقافي يدعم جميع طبقات المجتمع بالقراءة ، ليس شرطاً أن تحمل مالاً لتقرأ أو لتجمعه لتشتري كتاباً مميز بالآف الدولارات ، ولا تحتاج إلى السفر إلى أوروبا وتركيا واليونان لشراء الكتب بل يوجد من يهتم ويتكفل بكل ذلك .
مروان المحمدي
مقالات سابقة للكاتب