حدث في مثل هذا اليوم: 25 شوال 1339هـ
معركة «أنوال».. عندما كسر المغاربة أنف المحتل الإسباني
في مثل هذا اليوم 25 شوال 1339هـ، انتصر الأمير المغربي محمد عبد الكريم الخطابي على قوات الاحتلال الإسباني في معركة أنوال الشهيرة، ونجح في إقامة دولة جمهورية في الريف بالمغرب، استطاعت أن تواجه الاستعمار الفرنسي والإسباني.
بعد عدة ثورات مقاومة للاحتلال في الريف المغربي، بدأت ثورة وجهاد الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، زعيم قبيلة بني ورياغل، أكبر قبائل البربر في بلاد الريف، وقد وُلد الأمير سنة (1299هـ) في بلدة أغادير، لأب يتولى زعامة قبيلته، فحفظ القرآن الكريم صغيرًا، ثم أرسله أبوه إلى جامع القرويين بمدينة فاس لدراسة العلوم العربية الدينية، ثم التحق بجامعة سلمنكا بإسبانيا، فحصل منها على درجة الدكتوراة في الحقوق، وبذلك جمع بين الثقافة العربية الإسلامية الأصيلة وبعض النواحي من الثقافة الأوروبية.
وقد زحف الجنرال الإسباني سلفستر قائد قطاع مليلة نحو بلاد الريف، واحتل بعض المناطق دون مقاومة تُذكر، واحتل مدينة أنوال، وتقدم اثني عشر ميلا بعدها؛ فظن أن قبائل بني ورياغل خضعت له، ولم يدرِ أن الأمير الثائر أراد أن يستدرجه إلى المناطق الجبلية ليقضي عليه تماما، وأنه ادخر رجاله لمعركة فاصلة.
بلغ قوام الجيش الإسباني بقيادة سلفستر 24 ألف جندي، استطاع أن يصل بهم إلى جبل وعران قرب أغادير مسقط رأس الأمير، وعندها قام الخطابي بهجوم معاكس في (25 شوال 1339هـ) استطاع خلاله أن يخرج الإسبان من أنوال، وأن يطاردهم.
وكانت خطة هجومه في أنوال أن يهاجم الريفيون الإسبان في وقت واحد في جميع المواقع؛ بحيث يصعب عليهم إغاثة بعضهم البعض، كما وزع عددا كبيرا من رجاله في أماكن يمكنهم من خلالها اصطياد الجنود الفارين، فأبيد معظم الجيش الإسباني بما فيهم القائد سلفستر، واعترف الإسبان أنهم خسروا في تلك المعركة 15 ألف قتيل و570 أسيرا، واستولى المغاربة على 130 موقعًا من المواقع التي احتلها الإسبان، في ملحمة كانت عجيبة من نوعها، حيث هزم الفلاحون الريفيون جيشًا كان يعد من أقوى جيوش العالم.