يُعتبر قطاع السياحة في السعودية واحداً من أهم القطاعات الناشئة في المملكة، وتعتبر السياحة الدينية واحدة من أهم ركائز الاقتصاد في البلاد، حيث يقصدها المسلمون من جميع أنحاء العالم بهدف أداء فريضة الحج والعمرة؛ نظراً لكونها مهد وأساس الدين الإسلامي الحنيف بالإضافة إلى احتوائها على المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.
وإن الواقع الاجتماعي المتوازن الذي تعيشه المملكة يعتبر نموذجاً جيداً بالمقارنة بواقع المجتمعات العربية والإسلامية الأخرى ، والكثير من أبناء تلك البلاد يتمنى الوصول إلى المستوى الاجتماعي المتوازن الذي نعيشه هنا، وإن السياحة قادرة على دعم ذلك التوجه وترسيخه في أذهان السواح والمصطافين والزائرين، وهو جزء من رسالة المملكة العالمية الذي ينبغي أن توظف نفسها لتحقيقه وتستغل كل الوسائل الممكنة في سبيل ذلك الهدف النبيل.
وبما أن موسم الصيف ـ وما أدراك ما الصيف؟ ـ والناس من عادتهم ـ أغلبهم ـ السفر للترويح عن النفس، بعد عام من الدراسة والعمل والجد والمثابرة، ومع الطنطنة الإعلامية في صحفنا وأجهزتنا الإعلامية عن فضل السياحة الداخلية يبقى السؤال الأهم: هل تلافوا السلبيات؟
في كل عام نتحدث عن سلبيات نتمنى ألا تكون من ضمن سلبيات العام القادم، وقد حاولت أن اجمع بعض السلبيات، ومن السلبيات:
ـ الجو الحار عندنا باستثناء مصايف الجنوب، وهذه لا سبيل لحلها لأنها من عند الله.
ـ ومن السلبيات أنه حتى في مصايف الجنوب لا يوجد إلا الجو الحسن، أما مشاريع السياحة فهي في الدرج كما يقال، ولا أعني بمشاريع السياحة ألعاب الأطفال والسير المعلق، بل زراعة حدائق، وتشجير جميل، وعدم الاكتفاء بالأشجار الطبيعية.
ـ ومن السلبيات ضعف الرقابة على المطاعم ومحلات الوجبات ومعلوم أن السائح يأكل من المطاعم لأنه وببساطة (طالع يتمشى ) وكم حصل من التسممات نتيجة ضعف البلديات وعدم رقابتها على المطاعم والمحلات.
ـ ومن السلبيات غياب اللوحات الإرشادية، فمن أراد الخروج إلى منتزه من المنتزهات، عليه أن يسأل صاحب الشقة أو السكن، أو الضياع ومن ثم سؤال المتجولين بالشوارع أو عند الإشارات.
ـ ومن السلبيات زحام الطرق والمنتزهات، وبدلًا من أن يخرج المصطاف إلى التنزه يعاني من زحامات ومن حوادث لاسمح الله.
ـ وهنا نأتي إلى السلبية الأخرى، وهي غياب المرور والأجهزة الأمنية المعنية بتنظيم الطرق وعند الحوادث، فلاحياة لمن تنادي.
ـ أما سلبيات السياحة الروحانية إن صحت التسمية فحدث ولا حرج بعد فتح الباب للسياحة لكل من هب ودب من الخارج.
ـ ومن السلبيات في مكة حرسها الله كثرة الأسواق المحيطة بالحرم، والتي للأسف امتلأت بنساء عاريات أو شبه عاريات عن زي الحشمة، وكأنهن لسن بجانب حرم الله وفي أفضل البقاع وأحبها إلى الله.
هذا ما استطعت كتابته في هذه العجالة، والسلبيات رغم كثرتها إلا أنها لا تغطي على الإيجابيات، أو على الأقل لاتلغيها؛ فالإيجابيات موجودة رغم كثرة السلبيات، ولكني أناشد هيئة السياحة بالإسراع لتلافي هذه السلبيات.
هياء الطاسان