حدث في مثل هذا اليوم: وفاة الإمام الدارقطني.. فريد عصره وإمام وقته

هو الإمام الحافظ أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد البغدادي، ويلقب بـ (الدارقطني)، وُلد بدار القطن، بمدينة بغداد عام 306هـ. وهو مقرئ ومُحدّث ولُغوي وأديب، صاحب المؤلفات المتقنة في علوم القرآن والحديث.

نشأ الدارقطني في بيت علم وفضل، فقد كان أبوه من المحدثين الثقات ، وقد شاهده في صباه وهو يتردد على حلقات العلم والسماع، ويدون مسموعاته ومروياته ويقضي سحابة نهاره تعلما ودراسة، فحُبب إليه طلب العلم والسعي في تحصيله منذ نعومة أظافره وقد ساعده على ذلك ما منحه الله من استعداد فطري وذهن حاد وتعطش شديد للمعرفة وحافظة واعية، فقد كتب عن نفسه أنه كتب في أول سنة (315هـ) وكان عمره إذ ذاك تسع سنوات.

قال عنه الإمام الذهي في كتابه سير أعلام النبلاء: «وكان من بحور العلم، ومن أئمة الدنيا، انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله، مع التقدم في القراءات وطرقها، وقوة المشاركة في الفقه والاختلاف والمغازي وأيام الناس، وغير ذلك». 

وقال عنه أبو عبد الله الحاكم في كتابه مزكي الأخبار: «أبو الحسن صار واحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإمامًا في القراء والنحويين، أول ما دخلت بغداد كان يحضر المجالس وسنه دون الثلاثين، وكان أحد الحفاظ».

قال أبو بكر الخطيب: «كان الدارقطني فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علو الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال، مع الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم سوى الحديث، منها القراءات، فإنه له فيها كتاب مختصر، جمع الأصول في أبواب عقدها في أول الكتاب، وسمعت بعض من يعتني بالقراءات يقول : لم يسبق أبو الحسن إلى طريقته في هذا، وصار القراء بعده يسلكون ذلك».

وبعد مسيرة علمية حافلة بالعطاء، وفي مثل هذا اليوم 8 ذي القعدة من عام 385هـ، توفي الإمام الدارقطني – رحمه الله – في بغداد، تاركًا وارءه عدة مؤلفات، لعل من أبرزها (علل الحديث ـ المؤتلف والمختلف ـ التتبع ـ الإلزامات ـ الأحاديث التي خولف فيها إمام الهجرة مالك بن أنس ـ أحاديث موطأ مالك… وغيرهم).

تعليق واحد على “حدث في مثل هذا اليوم: وفاة الإمام الدارقطني.. فريد عصره وإمام وقته

نفاع مهنا ماضي الصحفي

أعجبني كثيرا بابكم هذا المعنون ب ” حدث في مثل هذا اليوم ” ؛ و بخاصة هذا الأخير حيث ذكرتمونا بهمة سلفنا الصالح في طلب العلم ؛ فجزاكم الله خيرا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *