بعد الشهور الطويلة التي قضيناها بين الكتب وأخذ كلّ منا نصيبه على قدر جهده؛ أتى اليوم الذي ينتظره أغلب الطلاب، أو بالأصح جميع الطلاب، حيث أتت الإجازة حاملة معها أحلامنا والأيام التي سنعيشها، وبلغنا الله رمضان فاستغللنا ساعاته وأصبح الوقت لنا، وتسوقنا واشترينا حلوى العيد منتظرين قدومه على عجل لنلتقى بأحبتنا وأصبح العيد عيدين بوجودهم.
انتهت فرحة العيد وقلت الزيارات وأصبحنا فارغين نتجول بالترند وآخر صيحات الموضة وأخبار الفنانين، وأهملنا جانبنا الآخر؛ الجانب المشرق في صقل مواهبنا واكتشافها، فها نحن مازلنا في الإجازة ودولتنا وفرت أماكن مخصصه للشباب ودورات مستمرة، ووفرت أيضاً مدربين متخصصين.
كل شخص منا لديه مواهب وأفكار، واستغلالها في وقت الإجازة تجعل منه شخصًا قويًا وقادرًا على تحمل المسوؤلية وبناء نفسه بنفسه، فالإجازة تأخذنا بعيدًا عن الكتب وزحمة العقل وتعب الجسد، وكأنها تقول لنا: “أنا فرصة من ذهب استغلني بالشكل الصحيح لتحيا”.
والأهم في الإجازة هو تقسيم الوقت؛ وقت للأصحاب، ووقت لعقلك، ولاتأخذنا الجدية عن المتعة فمجرد الطلوع مع الأصدقاء ومسامرة الأهل تعتبر من إنجازات الإجازة، وقراءة صفحات من كتب قريبة لقلبك وكتابة خواطرك وتدوين لحظاتك الحلوه والتقاط صورك العفوية، وممارسة الرياضة وشرب القهوة تعتبر عالمنا الوردي بالنسبة لنا.
وهناك أفكار نورانية لعقلك؛ مثلاً حفظ سورة جديدة من القرآن، أو آحاديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أو جانب إنساني من التطوع تكتشف فيه أشياء جديدة تنفع به نفسك وتنفع به غيرك.
المجال مفتوح، ومن أراد التطور في ذاته وتفكيره مازال لديه فرصه ليتطلع إلى طريقٍ مُشرق، اتركوا الكسل مهمشاً، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) فلن ترتقي إلا بعقلك وتفكيرك واتجاهاتك في الحياة.
رحاب علي