لله في خلقه شؤون ولله في الزمان عجائب ولله في القلوب خلق عجيب وأسرار جَبلها على أمور فوق العادة لمن يشاء سبحانه
نحيا ونحن نطلب الحب والعناية من الصغر ونحن في استزاده من ذلك الحب وتلك العناية التي قد لا يقابلها شكر ولا امتنان
نصرخ ونبكي ونحزن ونغضب ونهدد وبكل نقطة ضعف إتجاه ذلك القلب إلا ونستخدمها جهل الطفولة أو خطأ التربية أو تعمد العقوق مِن أيُها ندخل لا يهم وإنما المهم القلب الذي يحتضن كل رغباتنا بالتلبية وعدم إبداء أي امتعاض من تصرفاتنا الأنانية
وتمر الأيام ويشتد ذلك الغصن ويبتعد عن شجرة ما فتئ يحب قربها ويأنس بظلها وحنانها ويوم بعد يوم تأخذه الأقدار وينشغل بأغصانه الجديدة وأوراقه وثماره
والقلب الحاني يرقبه من بعيد يرسل له عبر عروقه أمنيات الحياة ودعوات السلامة يرومه بالنظرات ويطلب منه حضن يديه ولو القليل مما كان منها ولكنها لا تتكلم إنها تتألم فقط
وإذا جاءت الرياح تهب عليه وأخذ يتأرجح من فعلها استقبلته وهي تحميه ولو بضعفها وكدمات الزمان وهمومه ولكنها تهواه وتهوى قربه ولو كان جاحدا لها نافرا عنها عجبا يا قلب
إنها الجوهرة المشعة بحق … إنها الأم
ذلك المخلوق الذي جعل الله ذكره بعد ذكره وأوصى به وجرم كل متجاوز على حقوقه ولو كان كافر
إن بعض البشر قلوبهم كالحجر أو أشد من ذلك تجد بعضهم في الزوايا المظلمة يجعلون تلك الجوهرة ويبدلونها بالزوجة فبئس الولد
وبعد هذا كله عجبا من هذه الجوهرة الساكنة عند بعضهم في الظلام تأبى إلا أن تشع نورا ورحمة لأولادها وتعتصر الألم وتخبي نار أحزانها وتبتسم لحياتك لا لحياتها وتدمع من الداخل في جوف فؤادها المثقل بحبك
هل فهمت أيها العاق لأمه …أرجو ذلك
نقطة ضوء
أين أنت من أمك قم بقياس المسافة فقد تكون خارج مدار البر ؟!
قال تعالى : وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً [الأحقاف:15]
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الإسراء:23]
وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [النساء:36]
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الأنعام:151]
قبل ..تمت بحمدلله …تذكر
الدنيا دائرة وعلى كل ظالم تدور عليه الدوائر وكما فعلت يُفعل بك .. النهاية .