عندما نتحدث عن الأسر المنتجة، فإننا نتحدث عن الطموح، عن العزيمة، عن الاعتزاز بالنفس والثقة، عن معنى الصبر ومفهوم الكفاح والجدية، وكل ذلك انطلاقاً من درس نبوي عظيم علمنا إياه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل من الأنصار يشتكي حال فقر أهله وبيته، والقصة معروفة بدايتها حتى قال صلى الله عليه وسلم ( اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَلَا أَرَاكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا فَجَعَلَ يَحْتَطِبُ وَيَبِيعُ فَجَاءَ وَقَدْ أَصَابَ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ فَقَالَ اشْتَرِ بِبَعْضِهَا طَعَامًا وَبِبَعْضِهَا ثَوْبًا ثُمَّ قَالَ هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجِيءَ وَالْمَسْأَلَةُ نُكْتَةٌ فِي وَجْهِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ أَوْ دَمٍ مُوجِعٍ ).
الأسر المنتجة أصبحت عضوًا صالحًا في المجتمع السعودي لما تمتلك من صلاحية وجودة وثقة في المأكل والمشرب والملبس والفنون والأشغال النسائية المتنوعة، ويطيب لي في هذا المقال أن أسرد بعض إيجابيات منتجات هذه الأسر وما تحتاج إليه من دعم وما يواجهها من معوقات وصعوبات.
من الإيجابيات لمنتج الأسرة ما نعتبره من الجانب الصحي سليمًا نظيفًا طازجًا طالما أنه صناعة أسرية (Home made)، مما يزيد الرغبة في الشراء؛ لأن المنتج اكتسب ثقة المستهلك، ومن الأشياء الجميلة أيضاً زيادة الحس الوطني لدى المستهلك تجاه هذه الأسر، وبالتالي زيادة التكافل الاجتماعي بين المنتج والمستهلك.
نأتي إلى دور المجتمع في تعزيز الأسر المنتجة، على مستوى المستهلك الفرد والذي يطلب منه الإقبال على شراء مثل هذه المنتجات بدلًا من منتجات الأسواق الباهضة الثمن أحيانا، وعدم جودتها أحيانا أخرى، أما على مستوى رجال الأعمال والمؤسسات والشركات فالعائد عليهم كبير وكبير جداً؛ حيث الدعم المادي المطلوب وتوفير المحلات والمعارض لعرض المنتوجات، وليس فقط بشكل موسمي، ولكن باستمرارية هذا الدعم مما يحفز هذه الأسر على الإنتاج على مدار السنة، لأنه ربما يغيب أحيانًا عن الأذهان أن مصاريف تجهيز وإعداد المنتجات تفوق المردود المادي.
مقالات سابقة للكاتب