جاء تأسيس اللجنة الثقافية بمحافظة خليص نتيجة لجهود مباركة من رجال أوفياء حملوا هم الثقافة في مجتمعهم – الثقافة بمفهومها الواسع – وأثمرت هذه الجهود عن موافقة النادي الأدبي الثقافي بجدة على تأسيس اللجنة الثقافية بخليص عام ١٤٢٩هـ.
وخلال ما يقارب عقدًا من الزمان نفذت اللجنة العديد من الفعاليات والبرامج المتنوعة التي شملت الكثير من الفنون الأدبية كالشعر والقصة والقراءات النقدية، وكذلك الموضوعات التثقيفية في كثير من مناحي الحياة التي تستهدف تحقيق تنمية ثقافية مجتمعية، وقد استقطبت اللجنة في فعالياتها العديد من القامات العلمية والأدبية والشعرية، فعلى سبيل المثال اشتملت فعاليات اللجنة على محاضرة للأستاذ الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة سابقًا، ومحاضرة للأستاذ الدكتور حامد الربيعي رئيس النادي الثقافي الأدبي بمكة المكرمة، ومحاضرة للأستاذ الدكتور عبدالله الزهراني أستاذ البلاغة والنقد بجامعة أم القرى، وغيرهم وهم كُثُر.
والسؤال: ألم تغرِ هذه القامات العلمية والأدبية المتباكين على الثقافة بخليص بالحضور والحضور فقط؟ كما حرصت اللجنة الثقافية بخليص على إتاحة الفرصة لمثقفي المحافظة للمشاركة في فعالياتها وقدمت لهم الدعوات تلو الدعوات، وقد شارك على سبيل المثال الدكتور حمدي القريقري في إحدى الندوات التي نظمتها اللجنة، وكذلك كانت هناك مشاركة للدكتور حفيظ المزروعي في ندوة أخرى، وقدم الدكتور مبارك المعبدي محاضرة ضمن فعاليات اللجنة، وشارك القاص محمد علي الشيخ في أمسية قصصية، وشارك العميد مشعل المغربي في أمسية شعرية، وكذلك شارك الأستاذ مفلح الصاطي في أمسية شعرية أخرى، والسؤال مرة أخرى ألم تغر هذه الأسماء وهذه الفعاليات المتباكين على الثقافة في خليص وعلى مدى ما يقارب عشر سنوات بالحضور ولو من باب تشجيع أبناء المحافظة والوقوف إلى جانبهم؟
كما أن اللجنة حرصت على تقديم العديد من الشباب لإدارة الندوات والتقديم للمحاضرات، وما ذاك إلا استشعارًا من اللجنة لدورها نحو رعاية المواهب الثقافية والدفع بهم إلى المشهد الثقافي، أضف إلى ذلك محاولة إجراء مسابقات شعرية، ولست في هذا المقام بصدد إحصاء كل الفعاليات والبرامج التي اجتهدت اللجنة في تقديمها خدمة ووفاء للثقافة في هذه المحافظة العزيزة، فأين أنتم أيها المتباكون على الثقافة في خليص؟ أين دوركم؟ أين حضوركم؟
وعلى كل حال فقد اجتهد أعضاء اللجنة وبذلوا من جهدهم ووقتهم ومالهم أيضًا الكثير عندما انشغل الآخرون بمصالحهم الخاصة ونسوا أو تناسوا ما لمجتمعهم من حق عليهم، ولا تزعم اللجنة أنها حققت ما تتطلع إليه أو يتطلع إليه أبناء المحافظة ولكن حسبها أنها اجتهدت وعملت، وللعلم أن اللجنة بادرت بطلب للنادي الأدبي مبدية رغبتها في إجراء انتخابات جديدة وإتاحة الفرصة للمثقفين الحريصين على خدمة الثقافة بمحافظة خليص للتقدم والتسجيل في عضوية الجمعية العمومية، والمشاركة في انتخابات اللجنة وأخذ دورهم في قيادة المشهد الثقافي في المحافظة، ولكن وللأسف كان الحضور ليلة الانتخابات مخيبًا للتوقعات، فلم يحضر المتباكون على الثقافة، وبإلحاح من رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة الدكتور عبدالله عويقل السلمي، وبعض الحضور الذين أحسنوا الظن في إخوانهم أعضاء مجلس إدارة اللجنة الحالي؛ قبل بعض الزملاء الدخول في الانتخابات ـ استشعارًا بالمسؤولية ووفاء للجنة دون تطلع لمنصب فيها أو وصاية على الثقافة ـ وحصلوا على ثقة الحضور من أعضاء الجمعية العمومية لعضوية مجلس إدارة اللجنة في دورتها القادمة.
واليوم واللجنة تتأهب للدخول في دورتها الثالثة، وبقيادتها الجديدة، وبأعضائها ترحب بكل نقد بناء ومخلص، وأبوابها مفتوحة لكل الأفكار والمقترحات والمشاركات التي من شأنها تحقيق حراك ثقافي إيجابي لمصلحة محافظتنا الحبيبة وبلادنا الغالية.
والله الموفق.
د. عبدالغني عبدالله الحميري
نائب رئيس اللجنة الثقافية بمحافظة خليص في دورتها الثانية
مقالات سابقة للكاتب