مما لا يخفى على أحد أن طريق (البرزة ـ الجضع) يعاني من تشوهات خلقية منذ ولادته، ومصاب بجلطات إسفلتية ويعاني من سمنة مفرطة في المنعطفات، كما يعاني من فقر شديد في اللوحات الإرشادية والتحذيرية، ومصاب بنزيف شديد للصخور وقت نزول الأمطار.
وذنبه أنه مصنف تحت مسمى طريق زراعي، ومع كل هذه المصايب الخلقية رضينا بالهم وبلعنا،ه لكن “ما هو راضي يسيبنا في حالنا” لتفاجئنا وزارة النقل وبلدية خليص بهدية ولكنها كانت هدية مفجعة جعلتنا نردد بيت للمتنبي حينما زارته الحمى وهو يعاني من الشدائد والمصائب حيث قال:
أبنت الدهر عندي كل بنت *** فكيف وصلت انت من الزحام
لقد أهدوا إلينا سدادة الموت المتمثلة في إنشاء كوبري غران مع تقاطع طريق (البرزة ـ الجضع) هذه السدادة القاتلة على الراجح أنه لن ينجو منها أحد، حيث تجاهل مصمم الكوبري الطريق المذكور ولم يجعل له مدخل على الطريق العام إلا من تحت الكوبري، لتأتي البلدية بعد ذلك وتقفل ذلك المدخل ضمن مشروع درء السيول وتجعل أصحاب السيارات مضطرين لعكس الطريق للدخول على الخط العام معرضين أرواحهم للخطر.
تعالت الأصوات والمطالبات بنزع هذه السدادة، ولكن الأصوات ذهبت أدراج الرياح وطي النسيان إلا أن الأمل مازال كبير في الله سبحانه وتعالى، ثم في قيادات المحافظة في نزع هذه السدادة وإعادة الحياة الآمنة لهذا الشريان الحيوي.
ولإلقاء المزيد من الضوء على هذه المشكلة قامت صحيفة «غران الالكترونية» بالتواصل مع الأستاذ بدر الشيخ عضو المجلس البلدي بمحافظة خليص، والذي قال إنه “منذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها المقاول العمل بمشروع كوبري غران وشروعه بحفر أساسات القواعد قمت أنا شخصياً بمخاطبة المجلس البلدي وبلدية خليص بلفت انتباههم لهذا الخطأ، وقامت البلدية بمخاطبة إدارة الطرق بوزارة النقل بعدة خطابات بحكم أن طريق البرزة يعود لوزارة النقل، ولكن للأسف لم يكن هناك استجابة من وزارة النقل، وكان ردهم على رئيس البلدية أكملوا عملكم ونحن لدينا لجنة خبراء ومختصين يعالجون الأمر فيما بعد”.
ويكمل الأستاذ بدر الشيخ: “لكنني شخصياً لم يقنعني هذا الرد واستمريت في محاولتي لمعالجة الأمر مع البلدية التي يعود لها مشروع (الكوبري) ومع المجلس البلدي، واستعنت بأشخاص من أهالي البرزة لكي يدعموني بمطالبتهم بخطاب في هذا الشأن للمجلس البلدي، وخطاب آخر لفرع وزارة النقل بمحافظة خليص، وتابعت خطابهم للمجلس البلدي وبلدية خليص، وللأسف عندما أوشك المشروع على نهايته وتم تهيئة موقع مسار طريق البرزة الجديد بنسبة ٩٠٪ الذي ينحرف يمين قبل نهاية الطريق ويتجه مباشرة نحو فتحات الكوبري الأولى من الناحية الجنوبية، وينعطف جنوباً ويلتقي بطريق الكامل، حدث ما لا يجب أن يحدث، حيث تم إغلاق المسار بربط درء السيل بجسر الكوبري، وقمت بطرح الموضوع أمام المجلس البلدي عدة مرات ولم يجد الاهتمام الكافي من البلدية”.
وخلاصة القول أن المتسببين في ما حدث هم :
١-البلدية التي تعمدت انعطاف درء السيل وربطه بجسر الكوبري مما أدى إلى إغلاق المسار المتاح والحل الوحيد لمشكلة طريق البرزة المغلق رغم علمها الكامل بالمشكلة عن طريقي شخصيا كعضو بالمجلس البلدي وعن طريق مطالبة المواطنين المتعددة.
وكان كل همهم هو إنجاز المشروع سريعاً وعدم مراعاة ما ينتج عن ذلك من تعريض حياة المواطنين للخطر من خلال إجبارهم على الدخول لطريق الكامل بمعاكسة السير ولا سبيل عن ذلك.
٢- وزارة النقل بعدم تجاوبها مع خطابات البلدية والمجلس البلدي ولا مع مطالبات المواطنين.
والصحيفة إذ تضع هذه المشكلة بتفاصيلها أمام المسؤولين ترجو أن تتم معالجة هذا الموضوع بأسرع طريقة ممكن قبل أن تقع الكارثة ويحدث ما لا تحمد عقباه.