كثيرًا ما يكبح جماح النفس الطموحة ويزيد من تسارع خطوات أقدامها على درب النجاح، أناس محبطون يسرقون جموحها ولا يبالون بما سرقوا، وفي أحيان أخرى يسرقون مجهودها دون أدنى مبالاة أو إحساس بالمسؤولية، وليتهم يسرقون ماديات زائلة بل أسمى ما تنتجه النفس البشرية إذا أبدعت؛ فيحبطوا صاحبها لغيضهم من نجاحها.
رسالتي إلى هؤلاء أن قدمي ستمضي واثقة الخطى على درب النجاح بإذن الله ولن تبالي بما تسرقون وبما تحبطون وما تنطق به ألسنتكم ، من تخاذل وانكسار وضعف وتكسير أجنحة بجرم ألسنة خلت عقول أصحابها من الإبداع، وامتلأت قلوبهم بالحسد والحقد على الناجحين المتفوقين، وعند الحديث عن النجاح والإنجازات تجد جباههم قد اسودت وعيونهم قد اتسعت حدقاتها، وراحت عقولهم تبحث عن أقسى الكلم للتقليل من حجم النجاح والإنجاز المحقق من قبل غيرهم من الناجحين والمتميزين.
الفكر بالفكر يُدحض وهؤلاء ذووا فكر عقيم وبصيرة محدودة، ويد مشلولة لا تطول ما طاله غيرها من نجاح وإنجازات، حتى مجرد التفكير في النجاح يرعبهم!، والفكر المستنير بنور العلم والطامح للأفضل تلو الأفضل خير من يرد على هؤلاء، فترى الأشخاص الناجحين يمضون على درب النجاح بخطوات ثابتة لا تأخُّر ولا تردد فيها ، لأن الفكر الذي يحملونه ممتلئ بالتفاؤل والطموح والعزيمة والإرادة والمثابرة والاجتهاد، ومحطات الفشل في حياتهم ماهي إلا عبر توقظهم وتنبههم على أخطائهم حتى لا يعودوا لها في المستقبل.
عزيزي وأخي الإنسان الناجح في أي مجال كان لا تلتفت لهؤلاء اللصوص وأغلق بابك جيدًا على طموحك ونجاحاتك، واجعل كلمة سرك: ” لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة “، هذه العبارة بالذات، لأن هذه العبارة لا يعرفها المتخاذلون والمحطبون سارقوا الطموحات في مهدها، لأنهم لو عرفوها وأدركوا حجم حكمتها لما انفكوا عنها وعن تطبيقها عمليًا في كل جوانب حياتهم، وإذا ما نُسيت هذه العبارة فهناك عبارة أخرى هي: ” توكل على الله ولا تبالي “، هذه عبارة اجعلها يقينًا يسبح في أرجاء صدرك وقلبك ، واجعل قلبك يضخها مع الدم في كل ضخة، صدقني لن تندم أبدًا وسيعطيك رب العالمين أكثر مما تتمنى، فهذه العبارة منهاج حياة قويم يدعوك إلى الالتزام بأوامر الله عز وجل في كل شؤون حياتك، ويجعلك قوي الإيمان بإذن الله تعالى وعندما تكون مؤمنًا قوي الإيمان خير من أن تكون ضعيف الإيمان، وعليك أن تعلم أن نوازل الحياة كثيرة وأنها لو لم تطل غيرك لما وصلتك، ولكن هناك من تصله فتقضي عليه وهناك من تقويه فكن ممن تقويهم.
قد ذكرت بعنوان مقالتي أنهم ” أربعون لصا “!، ولكن صدقني هم أكثر بكثير فكلما حققت نجاحًا أو طمحت نفسك إلى تحقيق هدف ازداد عددهم ، وعلى قدر نجاحك يزداد عدد أعدائك ولصوصك، فاحذرهم واجعل قدمك تمشي واثقة الخطى على درب النجاح وتحقيق الطموحات والأحلام، وعاون كل من يسعى للنجاح تكن شريكًا له في نجاحه.
ولا تقس النجاح بميزانك فتكن مطفِّفًا ، فالنجاح بالنسبة لك يختلف عن النجاح بالنسبة لغيرك فقط ادعم وعاون غيرك على درب النجاح مهما اختلفت ميادينه، هكذا فقط يقوم مجتمع وحضارة عظيمة ، تلد الناجحين وتئد الفاشلين، وتحبس اللصوص المحبطين في حجر عقلي وليس صحي وشتان ما بين هذا وذاك!، واعلم أيضا أنه عندما تنظر بعيدًا بعين طموحك لا تنسى أن تنظر قريبًا منك، واحذر أن تقيِّد قدمك بكلام اللصوص أو أن يخترقوا سقف طموحاتك وأحلامك والكنوز الموجودة فيها!، وضع عنوان هذا المقال في حجرات ذاكرتك!.
إبراهيم سيدي – بكالوريوس إعلام – المدينة المنورة
@abr14ab
مقالات سابقة للكاتب