أختك .. تلك العظيمة

لا تحامل نفسك على إسعادها، بل جاهدها جهادًا لتسعدها، فهي الجوهرة المصونة والدرة الغالية، هي زهرة المنزل، هي أمك الثانية، هي قطعة منك، هي بعضك هي كلك، هي تاجك هي شعرة الوجه، هي العيد، هي البسمة، هي السماء بصفائها، والجنة أجر لإسعادها، هي من إذا ذكرك أحد بسوء عضت على نواجذها واحمر الوجه غضبًا لترد عنك الإساءة، ومع ذلك أنت تسيء لها بألفاظ غليظة، وأحيانًا ضرب فظيع لا مبرر له، هي نبع من الحنان والحب لن تصل في يوم من الأيام قاعه.

صدقني أختك عظيمة فلا تقلل من عظمها بجرحك لمشاعرها وتجاهلك حديثها، وحتى وجودها، لا تهدم أسوار قلب يحبك بكل ما تعنيه كلمة الحب النقي الصادق من معنى، راجع نفسك لا تقل لست أنا المقصود بهذا الكلام، فكلنا مقصرون مع أخواتنا، جواهر العمر زهور الحياة مصابيح الأمل، نعم تلك العظيمة تسقط فتجدها خلفك تساعدك على النهوض، تراك مهمومًا لا تنفك عنك حتى تعرف ما بك بل وتحاول أن تداويك من همك، وإذا مرضت لهفات من قلبها عليك لا تحصى بعدد، ودعاء يشق ظلام الليل لرب العالمين يصعد من قلبها ولسانها حتى تشفى.

كرر على مسامعها الحديث ذاته مرة تلو مرة لن تجد منها ملل، أما إذا كانت هي من تكرر الحديث تجد منك وجها عبوسًا قمطريرًا، ولو الحديث ذاته يتكرر من بعض أصدقائك لرأى تعابير وجهك وكأنك لأول مرة تسمع هذا الحديث، فلماذا هذه القسوة؟ ولماذا هذا التفضيل الذي ليس بمحله؟ ولماذا تصبر على صويحبك وتنفجر غضبا على تلك العظيمة؟ لماذا؟ أجبني لو كان عندك جوابًا.

وتلك العظيمة لا تكل ولا تمل من نصحك، وتريك أخطائك، وتستر عيوبك، تلك العظيمة لن تجد مثلها مهما بحثت، ولن يحبك أحد مثلها مهما فعلت، وهي تحبك بهذا القدر العظيم ولا تريد منك شيئًا، طلباتها عندك ثقيلة وطلباتك عندها تنفذ، ومع ذلك تلك العظيمة لا تمل من تنفيذ طلباتك أملًا منها أن تحقق لها ولو طلبًا واحدًا في حياتها.

العمر ساعات قليلة، ولا تدري أتقضي أجلك أم تقضي هي أجلها قبلك، وحينها لا ينفع الندم، ولا يلم شتات قلبك مهما سمعت من جمل العزاء في تلك العظيمة، ستتذكر كل لحظة غضبت عليها بدون سبب وكل مرة ضربتها فيها بدون سبب، وستعض أصابع ندمك بل ستقطعها ولن يفيدك حتى قطعها.

أزِل غشاء الرجولة المزيفة عن عينيك غشاء الرجولة الذي تبسطه مع أصدقائك كل البسط ومع تلك العظيمة تجمعه كشحيح يجمع نقوده، كف عن ذلك، وأوقف كل ما تفعله عندما تسمعها تناديك، أعطها كل اهتمامك عندما تتحدث إليك، وعندما تطلبك طلبا نفذه لها، فأختك عظيمة وكريمة وقطعة من أبيك وأمك، أحسن إليها كل الإحسان، وكن لها الحصن المنيع والخادم المطيع، فهي حقًا عظيمة .. هي حقًا عظيمة.

إبراهيم سيدي

‫⁦‪@abr14ab‬⁩ ‬

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “أختك .. تلك العظيمة

نويفعة الصحفي

على الأخ أن يتذكر أن لحمة الأخوة عزيزة ، وأن الأخت حبها لأخيها وارتباطها به أمر غريزي ..فهي عندما تطلب أو تتصل به في حاجة عليه أن يتاكد انها قبل حاجتها فهي تريده بدمها وقلبها .. وذلك بالرحم الذي بينها وبينه..فقد كان إلى عهد قريب الأخ ينتخى بأخته فيعتز بها ويتشرف .
ولتعلم أيه الأخ أن السؤال عن الأخت ، والاستماع لها ، والحديث معها، وتقديم العون لها ، كل ذلك من مكارم و محاسن الخلق ، يرفع الله به درجة العبد في الدنيا ..
ولأن الأخت تحتاج لأخيها فالقليل منه كثير في عيونها . فالابتسامة في وجهها تزرع في قلبها من السعادة ما الله به عليم.
شكرا لكاتبنا الذي احسن القول واجزل بورك في قلمه وفكره وكتب الله اجره .

إبراهيم سيدي

إن كان قلمي قد أجزل يا أستاذتنا الفاضلة فتعليقك اختصر مقالات ومقالات وجزاك الله خيرا على كلمك الطيب وكتب الله أجرك وفعلا الإحسان إلى الأخت من مكارم الأخلاق بل من عظيمها

محمد الرايقي

الأخت هي بمثابة الأم الثانية لنا
فاكرامها وتقديرها فرض وحق وواجب علينا
نشكرك كاتبنا العزيز إبراهيم على تطرقك لمثل هذا الموضوع

إبراهيم سيدي

الشكر لك أستاذي الفاضل على تخصيص جزءمن وقتك لقراءة هذه المقالة وتعليقك هذا أسعدني وشجعني على كتابة المزيد من المقالات جزاك الله خير الجزاء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *