إدارة جديدة، توجهات جديدة، مجلس استشاري، أفكار جديدة ومميزه، ومبادرات وطنية؛ هكذا يبدأ التحول إلى النمط التشعبي في فن التطوير والتحفيز بفكر أشخاص تواجدوا لنقل المحافظة وأهلها من الركود إلى تحديد الأولويات وإدارت التغيير، ولعل من أعظم أسباب النجاح الاستشارة، فهي إجماع العقول، وسداد الرأي، وقوة الثمرة، وثبات الخطوة.
هنا يجتمع فن الإدارة مع سعادة محافظ محافظة خليص، وعشاق المحافظة في هذا المجلس، وهي رؤية حقيقية لرجل أراد التغيير وأعد نفسه من أبناء المحافظة ويتطلع إلى الرقي بها ومنها، وهذا ما عكسته لنا عدسة صحيفة غران في اللقاء الحصري مع سعادته، وهنا استرجع معكم اللقاء الذي جمعني مع الدكتور فيصل في أيامه الأولى مع مجموعه من إعلاميي المحافظة، فقد كان العمل الجماعي حاضرًا في رسالته لنا، وحب الإنجاز واضحًا في حديثه حين كان يكرر نريد عملًا تكامليًا مؤسسيًا، فقد أكد على هذا كثيرًا، يتكامل فيه المسؤولين مع الأهالي، وأن نعمل جميعًا على صناعة الأمل.
هذا اللقاء يقرب المجتمع من المسؤول، فحين نقرأ تلك الأفكار التي يرسمها، والتطلعات التي يطمح إلى تحقيقها في المحافظة بسواعد أبنائها، وتضافر أجهزتها الحكومية، ومشاركة القطاع الخاص، وتفعيل العمل التطوعي بإدارة فعليه لمجلسها الاستشاري، وتذليل الصعوبات الزمنية والمكانية في عمل ممنهج مترابط يخدم المستقبل القريب والبعيد.
لا تريد خليص عملا مؤقتًا يبقى عثرةً أمام تطورها في المستقبل، أو يشتت الصورة كما هو الحال الآن رغم الأعمال التي مرت بها المحافظة خلال الخمس أو العشر سنوات الماضية، إلا أنها قد غابت عنها الهوية وكذلك الحيوية التي تدفع بعجلة التنمية، لأن الرؤية المستقبلية غائبة عن المطور، فهرب المستثمر، فنحن بحاجة إلى أهداف كبيرة بحجم إخلاص وحب أبناء المحافظة لها.
أعطانا سعادة المحافظة في حواره مع الصحيفة جرعة أمل كبيرة، وأوضح لنا أن العمل متسارع، بقي تكاتف أبناء المحافظة مع محافظهم، ونبذ العنصرية المكانيه التي أخرت المحافظة وأهلها لسنوات، فليست القرية أو الحي أو الشمال والغرب هو الهدف الرئيس الذي ينبغي أن يسعى أفراد المحافظة لتحقيقه، بقدر ما هو تطوير خليص كلها بخطوات تستثمر المكان المناسب في الوقت المناسب؛ خطوة بخطوة حتى تتطور جميع أحياء وقرى وهجر المحافظة بما يناسبها ويقدمها ويبرز هويتها.
ولم أجد خيرًا من الدعاء الذي ختم به الدكتور فيصل حواره مع الصحيفة، حين قال “وأدعو الله تعالى أن يُترجم هذا الحب مني ومن الجميع إلى عملٍ تكاملي مؤسسي يراعي المصلحة العامة، وأن نكون كلنا يدًا واحدة، وأن نحسن الظن في بعضنا البعض، وأن نشد من أزر بعضنا البعض، ونستفيد من خبرات بعضنا البعض، بما يحقق تطلعاتنا جميعًا”.
خالد المرامحي
مقالات سابقة للكاتب