كان أبو سفيان قد نذر بعد هزيمة قريش المذلة في غزوة بدر أن لا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فخرج في مائتي راكب من قريش كي يبر يمينه، ودخل المدينة ليلًا متخفيًا، ونزل على سلام بن مشكم سيد يهود النضير، فعلم منه خبر المسلمين.
وفي مثل هذا اليوم 5 ذي الحجة من العام الثاني الهجري، بعث أبو سفيان في الليل رجالًا من قريش إلى المدينة متخفيين، فأتوا أرضًا فحرقوا في نخلها وقتلوا رجلًا من الأنصار وحليفًا له، ورأى أنه قد بر يمينه فآثر الرجوع قبل أن ينتبه له المسلمون.
وجاء النذير إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فخرج بأصحابه وراء جيش أبي سفيان يطلبهم، وأبو سفيان وأصحابه يفرون مسرعين خوفًا من أن يدركهم المسلمون، وأخذ الكفار يلقون طعام “السويق” يتخففون منها للنجاة وكان ذلك عامة زادهم، فلذلك سميت غزوة السويق.