تعرض موقع التسريبات الشهير ويكيليكس أمس الخميس لهجوم إلكتروني محرج حينما استولت مجموعة القرصنة التي تتخذ من السعودية مقرًا لها، “أورماين” OurMine، على عنوانه على شبكة الإنترنت.
وبعد الهجوم الإلكتروني، أصبح المستخدمون الذين يزورون الموقع يُنقلون إلى صفحة أُنشئت بواسطة مجموعة “أورماين”، التي ادعت أن الهجوم كان ردًا على تحدي من المنظمة لاختراقها.
ولكن على الرغم من أن هذا الاختراق قد يكون مهينًا لمنظمة ويكيليكس، التي تفتخر بكفاءتها التقنية، يعتقد خبراء أن “الاختراق” الفعلي كان مسألة ذات تقنية منخفضة، وهي تشبه في ذلك قيام مجموعة من اللصوص بكتابة عبارات على جدران أحد المصارف، ثم الادعاء أنهم اخترقوا حمايته الأمنية.
ويبدو أن الجماعة نفذت هجومًا يعرف باسم “تسمم DNS” لفترة قصيرة الخميس، بدلًا من مهاجمة خوادم ويكيليكس مباشرة، فقد أقنعوا خادم DNS واحدًا أو أكثر، وهي المسؤولة عن تحويل عنوان الويب wikileaks.org القابل للقراءة البشرية إلى سلسلة من الأعداد المقروءة آليًا التي تخبر جهاز الحاسب بما يتصل، إلى تغيير سجلاتها. ولفترة وجيزة، أخبرت خوادم DNS تلك بأن موقع wikileaks.org كان موجودًا في الواقع على خادم تسيطر عليها مجموعة “أورماين”.
لذا فإن من غير المرجح أن تكون خوادم ويكيليكس قد اخترقت. إذ يُعاب على بروتوكول DNS أنه رابط ضعيف بسبب السهولة التي يمكن أن يتعرض فيها للخطر من قبل كلٍ من المخترقين الأفراد أو أولئك الذين تدعمهم دول.
وفي الرسالة التي نُشرت على الموقع الإلكتروني لمنظمة ويكيليكس، كتبت منظمة “أورماين” مازحةً أن ما حدث كان مجرد اختبار لأمن الموقع، قبل أن تقطع كلامها وتذكر المنظمة بتحدٍ سابق لها بقدرتها على اختراق الموقع.
يُشار إلى أن هذه هي المرة الثالثة التي يهاجم فيها مخترقون ويكيليكس، بعد تعرضها في المرتين السابقتين إلى هجوم حرمان من الخدمة DDoS، وذلك في شهر كانون الأول/ديسمبر 2015 وشهر تموز/يوليو 2016.
وكانت مجموعة “أورماين” قد اخترقت في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي موقع “بزفيد” BuzzFeed الإخباري الشهير، فيما بدا أنه انتقام لنشر الأخير تقريرًا يكشف فيه عن هوية أحد أعضاء المجموعة السرية.
وقد ذاع صيت المجموعة بعد تمكنها من اختراق حسابات العديد من مشاهير التقنية، مثل المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تويتر جاك دورسي، والرئيس التنفيذي لشركة جوجل، سوندار بيتشاي، والمؤسس والرئيس التنفيذي لفيس بوك، مارك زوكربيرج، ومؤسس موسوعة ويكيبيديا، جيمي ويلز، كما تمكنت المجموعة من اختراق خوادم لعبة الواقع المعزز الشهيرة بوكيمون جو في شهر تموز/يوليو 2016.
وفي العام الماضي، كشف عضوان من أعضاء المجموعة لصحيفة الجارديان أن الهدف الأساسي من عملها هو اكتساب شهرة كمستشارين “أخلاقيين” في أمن المعلومات، وبالفعل فهي تكسب بين 20,000 و 40,000 دولار أميركي شهريًا من الاستشارات الأمنية.
وكشف أحد أعضاء المجموعة ويُدعى “عبودي” للجارديان أنه كان يعمل لدى مايكروسوفت، وأنه يفتخر باختراق حساب سونداي بيتشاي، وهو يهدف إلى جعل الناس يزيدون من أمانهم، كما أنه يهدف إلى جعل “أورماين” “أكبر مجموعة أمنية في العالم”.
وقال عبودي للصحيفة أنه تعلم القرصنة عندما كان في العاشرة من عمره، وأنه تعملها من صديقه، وهما الآن يعملان معًا في “أورماين”، وفقًا للبوابة العربية للأخبار التقنية.