الله سبحانه وتعالى قد منّ على هذه البلاد بالأمن والأمان من الخوف والجوع قال تعالى في سورة قريش ( الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، وهذا فضل وفخر لنا على سائر بلاد العالم قاطبة، وعندما يشيع الأمن في ربوع البلاد تزدهر كل العلوم والمعارف وتسرع قافلة التنمية.
ولاشك أن جهاز أمن الدولة المشكل حديثا قد أرسل لنا رسالة اطمئنان بقيامه بإفشال مخطط الإرهاب الذي استهدف وزارة الدفاع بالرياض قبل حدوث أي ضرر ولله الحمد، خلال الأيام القليلة الماضية.
أمن الدولة يمثله الجهاز الرسمي التنظيمي، ويشكله المواطن والمقيم، وأي خلل في هذه المكونات أو التشكيلات يحتاج الوقوف عنده كثيرا، وإن ماتم تحقيقه من تصدٍ للهجمات الإرهابية ليس بجديد على جهاز أمننا القوي ولله الحمد، فقد تصدى وأحبط العديد من المحاولات والمخططات قبل حدوثها.
وهذا بتوفيق من الله ثم يقظة رجال الأمن، أن المفسدين هدفهم خائب وغير مشروع لا ديناً ولا عرفا، فشكرا لرجال أمننا البواسل على جهودهم الجبارة والمخلصة في حماية هذا البلد الأمين، بما فيه من مواطنين ومقيمين وزوار، وهذه الإنجازات تعزز من ثقة المواطن وكل عربي ومسلم في قدرات رجال الأمن بهذا البلد المملكة العربية السعودية قلعة الاسلام، وقدرتها للمخطط الداعشي الذي يقف خلفه اليهود والمجوس ومن في صفهم وسمي بمسى الدولة الإسلامية وهي منه براء.
ولكنه الضلال والتضليل والسعي نحو تشكيك الناس في دينهم ومنهجهم، وأكبر دليل عليك أن تتسأل منذ متى تنظيم تعجز فيه دول؟ ومن أين له القدرات والتموينات والتمويلات؟!
نعود لموضوعنا؛ رئاسة أمن الدولة واإجازاته التي ليست جديدة عليه، وهنا نود أن نلفت الانتباه أن المجرمين والخونة وأيدي الغدر تود تمرير مخططاتها عبر المواطنين السذج أو الغافلين أو المنحرفين، فعلى المواطن أن يكون يقظا لكل ما يحاك ضد وطنه، ولا ينجرف وراء كل شئ ويصدقه دون تثبت، وأن ينتبه للواجب الذي فرضه عليه الدين قبل النظام، من الإخلاص والأمانة والدفاع عن أرض الوطن إنفاذا للبيعة التي في رقابنا لولي أمرنا وفقا للكتاب والسنة، ونحن في ظل حكومة تحكم بشرع الله، ربما تكون هي الوحيدة على البسيطة، نسأل الله لها السداد والتوفيق.
وختاما رسالة نوجهها لرئاسة أمن الدولة، وهي بأن تأخذ في الاعتبار خطورة الأحياء العشوائية وتركها بدون تنظيم، حيث إنها تساعد على انتشار أوكار المجرمين وتنفيذ مخططاتهم، فهم مثل الخفافيش لا تعيش إلا في الظلام والخرابات.
فصرف الأموال على تطوير هذه الأحياء يوفر أضعافه مالًا، وهو حماية لأرواح أبنائنا من الجنود والمواطنين الذين يقعون ضخية مخططات الفساد والإرهاب، إضافة إلى أن تطوير العشوائيات يعد نوعًا من تطوير الوطن والمواطن والنهوض بالتنمية الشاملة، فعلى أمن الدولة التنسيق مع إمارات المناطق والبلديات لإنجاز هذا المشروع سريعا.
وختاما؛ يحق لنا أن نسمي هذا اليوم ٢٠١٧/٩/١٥م، يوم تجديد الولاء، ويوم اللحمة الوطنية ضد أهل الفتن الذين يشكلون خطرا على الوطن أكثر من التهديد المسلح، كفانا الله شرهم ورد عليهم الشعب قبل الحكومة؛ لأن الوطن غالي ولايقبل المساومة، سائلين الله أن يحفظ بلادنا من شر كل ذي شر، وأن يوفق ولي أمرنا وولي عهده الأمين،
والله من وراء القصد.
د.حمد حمدان البشري
مقالات سابقة للكاتب