هي معركة ملحمية حدثت بين القائد المغولي تيمورلنك وبين السلطان العثماني بايزيد الأول وكان من أهم نتائجها أسر السلطان العثماني، واضمحلال نفوذ العثمانيين لما يقرب من نصف قرن.
كان تيمورلنك قائدًا عسكريًا مغوليًا، وقد أظهر الإسلام ولكنه كان يفعل من الموبقات ما يشكك في إسلامه، فضلًا عن سفكه لدماء آلاف المسلمين الأبرياء وحرقه ونهبه للمدن الإسلامية.
وقد شن تمورلنك حملة كبرى على العالم الإسلامي، وتساقطت المدن أمامه تترى، حتى وصل بغداد فاكتسحها ودمرها وأعمل فيها السلب والنهب، ثم كتب إلى بايزيد الأول يتوعده ويطلب منه الخضوع وإلا قصده وأنزل به ما نزل بغيره، فرد بايزيد جوابه بلفظ خشن للغاية وقص لحية مندوب تيمور، وأرسل إليه رسالة مهينة، فغضب تيمورلنك بشدة وسار بجيشه إلى بايزيد.
وحشد بايزيد الأول جيوشه من المسلمين الترك والنصارى الصرب وطوائف التتر في مدينة بورصة عاصمة آسيا الوسطى، فلما تكامل جيشه سار لحربه، فأرسل تيمور جواسيسه قبل وصوله إلى التتار الذين مع بايزيد الأول يقول لهم: نحن جنس واحد، وهؤلاء تركمان ندفعهم من بيننا، ويكون لكم الروم عوضهم، فانخدعوا له وواعدوه أنهم عند اللقاء يكونون معه.
وفي مثل هذا اليوم 27 ذي الحجة عام 804هـ التقى الجيشان في شمال شرقي مدينة أنقرة في سهل يسمى “شيبو كاد” وكان جيش تيمولنك أضعاف الجيش العثماني ومطعّمًا بعدد كبير من الأفيال، فلما بدأ القتال كان أول بلاء نزل بالسلطان العثماني هو خيانة التتار، حيث انسحبوا من الجيش، بل هاجموا قوات السلطان من الخلف، مما أحدث الارتباك في صفوفهم، ثم هرب أيضًا سليمان ابن السلطان من المعركة بجزء كبير من الجيش تاركًا أباه وحده في جنودٍ قليلة، فنجحت قوات تيمور لنك في هزيمتهم، وتم أسر السلطان العثماني، الذي سرعان ما مات في الأسر من الحزن والكمد.
وعلى إثر تلك المعركة خمدت الدولة العثمانية وظن الكثيرون أنها قد ماتت، ولكن شاء الله أن تُبعث من جديد بعد عدة عقود لتُكمل مسيرتها التاريخية المعروفة.