التمرد على العادات والقيم ونكران الذات

يعتبر مجتمعنا القبلي في وادي غران كغيره من المجتمعات القبلية في الجزيرة العربية
مجتمع محافظ على عاداته وقيمه كان الى وقت قريب منغلقا في محيطه القبلي بل حتى في قراه كل قرية لها مايميزها عن الأخرى حتى في زواجتنا كان التركيز على الانتاج المحلي للقرية وقليل من يخرج عن إطار قريته أو حارته
امتهن أجدادنا وأباؤنا مهنة الزراعة وهى المهنة الرئيسة في الوادي لوفرة المياه وإمتلاك الغالبية العظمى منهم لأراضيهم ومزارعهم ، وكنا نشاركهم فيها إضافة الى ذالك تربية الماشية وتحديدا ( الغنم ) وهي غالبا ما تلازم الأرض والزراعة ومايخرج منها ، ومارس الآباء ( الجمالة ) وكان من يمتلكون سيارة قديما في الوادي يعدون على أصابع اليد
أيضا كان منهم التاجر صاحب الدكان والحارس في المدرسة والفراش بحسب مايتوفر في الوادي من وظائف في زمنهم
وكل ذالك من الزراعة والرعي وغيرها ليس عيبا ولا منقصة للرجال
فقد مارس الأنبياء والرسل عليهم السلام هذه المهن وغيرها والتفاصيل في القرآن الكريم والسير ،
ومارس عظماء التاريخ قديما وحديثا هذه المهن وغيرها مما يطول المقام بسردهم ،
ويأتي من الجيل الحالي من أدركها ومارسها أو من لم يدركها ويتمرد على ماضيه ويصفه بالتخلف والرجعية وينتقص من عاداتنا وقيمنا ومهن الآباء والأجداد بل لايرغب الحديث عن ذلك الماضي الجميل الذي اتصف بالمحبة والصدق والأخوة والكرم والشجاعة وصفاء القلوب ونقاء السريرة وصون حقوق الجار اياً كان ، ووالله لو اتيح لهم وأدركوا ما أدركناه من وسائل لفاق جيلهم هذه الأجيال التي بين يديها كل شيء
اذاً لماذا العقوق والتمرد ونكران الماضي العريق ! ؟
وقد قيل : من ليس له ماضي ليس له حاضر .

6 تعليق على “التمرد على العادات والقيم ونكران الذات

أبوسعود

بورك فيك يا عبدالله
فعلاً من لا ماضي له لا حاضر له
للأسف مانشاهده في هذا الزمن من انفصال بين جيل الآباء وجيل الأبناء شيء يدعو للأسف والحزن
ترى مظاهره في كل شيء ابتداءً من اللبس ومروراً بطريقة الكلام والتفكير والنظرة للحياة وانتهاءً بنوع الطعام
الله أعلم إلى أين سيصل بنا الحال ؟

شكيل

والله يا ابو حسن ما ادري ايش تبغي توصله بالظبط
يعني تبغانا مثالا نترك وظائفنا المكتبيه و واروح احمل بطحاء علشان جدي كان حمال بطحا
والا اخذ لي عشرين راس معزأ وارعاها كل صبح علشان ابوي كان راعي غنم
 الوقت تغير وربي انعم علينا ليش ترجع للعناء والكده
لكن انا معاك في كل حرف لو قلت ان الشباب اللي غيروا كلامهم ( تلاته ودحين وقولتلك وثوب مطرز وما ياكل الا بملعقة )
هنا لازم نسوي ضبط المصنع و نرجع الي نقطة الصفر

 

مصهلل

للامانه والله لم اسمع قط ان شخصا من الجيل الجديد انتقص من حق الاباء او الاجداد
بل على العكس يعلمون جيدا ان زمنهم اروع من مانحن عليه الان
ويكفيك الكلمه المتداوله بينهم ( راحوا الطيبين )
احمد الله عز وجل على مستوى ابناء غران من ناحية الادب واحترام الاخرين وخصوصا كبار السن
يجب الا نقلل من قيمتهم ولا من حسن تربيتهم ونسأل الله ان يبارك فيهم وفي اهلهم الذين تعبوا على تربيتهم
وان يبقوا على ماهم عليه وان يصلح الضال منهم
اذهب الى المناطق الاخرى وخصوصا المدن لتعلم ان غران بألف خير
ومن غير المنطق ان نحكم على بعض الحالات الشاذه والدخيله ونعممها على ابناء غران كافه فهذا هو الظلم بعينه
ان لم تمتلك غران شيئا من الزمن الجميل فيكفينا هذا الجيل الذي لايزال متماسكا رغم كثرة المتغيرات والفتن
واما باقي ماذكرت فقد عقب عليه اخونا ابو صادق

غير معروف

ويح قلبي على رجال أول وكرم أول وطيب أول

Yazeed Alsahafi

موضوعك جداً مثير للاهتمام.

عبدالله أبو شعبة

صدقت أخي عبدالله بن حسن فعلاً ” من ليس له ماضي ليس له حاضر ”
و لكن ليس كل ماضي أفضل من الحاضر فلكل زمان رجال و دولة

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *