تمضي الأعوام وتتجدد الذكريات العظيمة، ولعل أعظمها في هذه الأيام هو اليوم الوطني المبارك، الذي تجمع فيه شمل المملكة العربية السعودية، بعد شتات استمر لأعوام، مديدة كادت أن تذهب فيها الأمة العربية إلى ما لا يحمد عقباه؛ حتى أنعم الله على شبه الجزيرة العربية في العصر الحديث بالملك عبد العزيز رحمه الله، فوحد الصف وجمع الكلمة وأنشأ لنا وطنا نحتمي فيه ونقاتل من أجله، وجمعنا على كلمة الإسلام وسنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
إن اليوم الوطني يجدد العهد بالتباهي والتفاخر بالإنجازات التي حققتها المملكة العربية في جميع مناحي الحياة، سواء كانت من الجهة المعمارية حيث في أقل من قرن أُنشأت الكثير من المدن الضخمة، وتم بناء مجتمع متكامل مثقف، وتطوير التعليم وإنشاء المدارس والجامعات التي أخذت تصنيفات ومراكز أولى على مستوى العالم، ومن الصحة حيث التطور الطبي وإجراء أكبر العمليات داخل المملكة، وانفراد ببعضها عن العالم أجمع، لا يوجد مجال في مناحي الحياة والمجتمعات إلا ووضعت المملكة فيه قدمًا ثابتة.
اليوم الوطني هو تجديد لروح الوحدة، والبيعة على السمع والطاعة فيما لا يخالف شرع الله، والعمل على إنماء وطننا الحبيب، والسعي إلى دفعه إلى الأمام دون الالتفات إلى أي أحد من المتربصين بينا، وشعار المملكة وشعبها: امضِ ولا تلتفت.
اليوم الوطني يدحر كيد الخائنين العابثين بأمن الوطن، ويفشل محاولاتهم المتكررة لزعزعة وحدتنا وقوتنا التي تصدمهم في كل يوم؛ فنحن وطن وشعب وقيادة يد واحدة تبنى لا تهدم، تقدم الخير لا تعرف الشر تدعو إلى السلام وترفض الإرهاب في كل صوره، نرفض كل الدعوات الفاشلة وكل الداعين لها، ونؤكد في هذا اليوم أننا لن نشق الصف ولن نخون العهد الذي أخذناه على أنفسنا، وطن واحد تحت ظل قيادتنا الحكيمة.
اليوم الوطني يجعلنا نتأمل في الواقع المرير الذي تعيشه الدول العربية المجاورة من أزمات وانشقاقات أثرت على شعبها اقتصاديا وأمنيا، وفي جميع مناحي الحياة.
اليوم الوطني يؤكد لنا أن سلامتنا في وحدتنا، وأمننا في وحدتنا، وتقدمنا في وحدتنا، على كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، حفظ الله الوطن، وأدام علينا وحدته، وحفظ الله المليك وولي عهده من كل مكروه وسوء، والحمد لله رب العالمين.
ماهر عاطي النعماني
مقالات سابقة للكاتب