اختلف الزمن فاختلفت الأخلاق .. ننادي بالحرية وفهمناها خطأ .. نسينا الأصل وعدونا للفروع ..
نحن في عصر التكنولوجيا واستخدمناها بأبشع الصور ، ونسجنا حولها الأماني فكانت كنسيج عنكبوت ، من أراد أن يصبح مشهوراً ويتابعه الملايين على مواقع التواصل فلينسلخ من الأخلاق أو جزء منها ، ويكون في نظره ومن على شاكلته أنه إنسان متمدن متحرر وهو لا يدري أنه في نظر الغير إنسان متخلف وضيع ، وفي نظر ربه إنسان عاصي ..
تتعجب عندما ترى ذاك الشيخ وذاك العالم الذي في جعبتهم شهادات الدكتوراه وغيرها في العلم الديني والدنيوي ، وتحزن عندما ترى من يتابعهم قليل لا يتعدون بضع آلاف، وفي المقابل هناك ذاك الشاب صحيح الجسم مريض العقل ينشر في حسابه آخر صيحات الموضة أو استهزائه بمن هو أكبر منه .. أبيه، عمه ، خاله ، أخوه ، أو ذاك العامل الشريف المغترب عن أهله ووطنه ليجمع لقمة عيشهم ، فأصبح فريسة لاستهزاء وضيع ما ومن يتابعه بالملايين .
عجباً أيها المسلمون .. أهذا ما أمرنا خالقنا به وأوصانا به رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ؟ .. أين الأخلاق .. أين الإسلام!؟
نعم أين الإسلام .. أما قال النبي الأعظم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” ، وما الإسلام الا استسلام لله وطاعته في الأركان الخمسة والباقي أخلاق ، فالأمانة أخلاق ، والصدق أخلاق ، واحترام الكبير أخلاق ، ونصرة المظلوم أخلاق ، واللبس المحتشم اللائق أخلاق ، والكلام الحسن أخلاق ….. إلخ ، كثيرة هي أخلاق الإسلام فأين نحن منها ؟
والسبب نحن !!! .. نعم .. فنحن من ترك العلم والفائدة وتابعنا اللغو والمعصية ، كثيرون هم ذاك والأكثر نجد فيهم الخير وهم ركاز هذه الأمة وفخرها التي نسأل الله أن يثبتهم ويوفقهم.
فلنتمدن ونتحضر ونتطور لنفوق الأمم ، ويرادف هذا التطور أخلاق حميدة تكون فخراً كما كانت دوماً لنا فخراً عن سائر الأمم.