بعد أن أحدثت قضية الساعة الإضافية ما أحدثت من ردود أفعال مناهضة؛ بدأت ملامح هذه الساعة الإيجابية تتضح شيئًا فشيئًا كما بدت أيضًا في غضون ذلك تغيرات ملحوظة وملموسة على ردود الأفعال تلك؛ حيث باتت أقل حدة وأكثر اتزانًا من ذي قبل.
فمع هدوء العاصفة وانقضاء مرحلة تعليمية لا بأس بها، ومرور عدة أسابيع على قرار وزارة التعليم إدراجها ساعة النشاط كحصة إضافية ضمن جدول الحصص اليومي في جميع المدارس باختلاف مراحلها التعليمية يمكن القول الآن بأنه بات بالإمكان الحديث عن جدوى تلك الإضافة من عدمها، وذلك وفقًا للمعطيات الميدانية واستنادًا إلى مرئيات بعض من لهم علاقة بهذا الشأن من معلمين ومعلمات وطلاب وطالبات، وإن كان الفارق الزمني المحدود ليس كافيًا ليتم إسقاط كامل الحكم عليها؛ فعالم الأنشطة الاجتماعية والبدنية والبرامج الثقافية بحاجة إلى فترة زمنية أوسع غير أنه يمكن الارتكاز على تلك المدة الوجيزة كعامل ومؤشر عن مقدار رضى ودرجة قبول المجتمع لها، فبعد ذلك الضجر وحالة السخط التي انتابت معظمهم أخذ القرار نوعًا من الرضى والارتياح النفسي، رضا بالواقع كنشاط مع استمرار بعض التذمر.
إن إجراء استبيان ومسح ميداني بسيط على الأبناء والأقرباء منا كفيل لئن يظهر لنا حصيلة لا بأس بها عن نتاج هذا القرار، ومدى تأثيره، شخصيًا اتخذت هذه الخطوة وكانت نتاج هذا المسح مرضيًا نوعًا ما، رغما عن الجهد والتعب الذي رافق هذه الإضافة ماديًا ومعنويًا.
هناك من من يرى أنه ليس ثمة مردود إيجابي حتى هذه اللحظة صب في مصلحة الطالب، وأن مجمل فقرات هذه الساعة ماهي إلا مضيعة للوقت (كلام وأحاديث جانبية وفسحة إضافية أضيفت إلى الفسحة الأساسية) لتمتد لأكثر من ساعة، فيما رأى آخرون بأن العملية التربوية بهذه الإضافة أصبحت أكثر مرونة وسلاسة.
وللأمانة فإن أجوبة بعض الطالبات في هذا الاستبيان كانت الأكثر ايجابية من نظرائهم الطلاب، وهو ما جعل من تلك الحصة الإضافية حصة مهمة وإضافة جديرة باهتماهن؛ فالأنشطة المستحدثة التي قامت بها بعض مدارس البنات كان لها وقعها الإيجابي على الطالبات كنشاط التطوع على سبيل المثال.
أخيرًا لا نستطيع أن نغفل مدى التذمر الذي اعترى بعضًا من المعلمين وأولياء الأمور والطلبة من هذه الإضافة، وقد ظهرت تفاصيل هذا التذمر علنًا على صفحات ومنصات التواصل الاجتماعي، فهم لم يجدوا من الحوافز المشجعة التي تجعلهم يتفاعلون إيجابا مع هذا النشاط، فيما لم يجد الطلبة ما يجذبهم ويرغبهم فيها.
عدنان هوساوي
مقالات سابقة للكاتب