تعرف المبادرات المجتمعية بأنها أفكار مفيدة يقوم بتنفيذها مجموعة من الأفراد لخدمة مجتمع بأكمله، ولا يكون الهدف منها ربحًا ماليًا؛ بل غرس مفاهيم سامية أو تغيير مبادئ خاطئة.
ومن المبادرات الوليدة بمحافظة خليص والتي انطلقت منذ فترة وجيزة “رابطة محافظة خليص الخضراء” الهادفة إلى نشر الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية اتساع الساحات الخضراء بالمحافظة، وتبني تحقيقها بالمساهمة والمساعدة والمساندة، وقد ساهم في تأسيس هذه الرابطة وإبرازها للمجتمع مجموعة من شباب المحافظة الذين نذروا أنفسهم ووقتهم لخدمة المحافظة وأهلها، وبجهود ذاتية تعتمد على الإصرار والتحدي من أجل إنشاء مساحات ومسطحات خضراء بجميع أنحاء المحافظة.
وعلى رأس هذه القائمة الشبابية المؤسس الحقيقي للرابطة ومن قام بغرس أساسها وسقى بذورها وقلَّم أغصانها الطبيب: عبدالرؤوف عبدالهادي الصعيدي “استشاري القلب للأطفال بمستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة” الذي اقتطع جزءًا من وقته الثمين من أجل دعم المشروع ماليًا ومعنويًا وتهيئة الظروف المناسبة لنجاحه واستمراره، فتبرَّع بمشتله الخاص وجعله ملكًا مشاعًا للجميع من أجل الاستفادة منه في تحويل المحافظة إلى بساط أخضر من النباتات المزهرة والأشجار المثمرة، ويرأس هذه الرابطة الأستاذ: عبدالعالي بن علي الرايقي “ماجستير علم نبات، ورئيسها الفخري سعادة محافظ محافظة خليص الدكتور فيصل بن غازي الحازمي.
وكان المحفِّز الأول لهؤلاء الشباب لمبادرتهم المجتمعية امتثالهم للتوجيه النبوي الشريف الذي حثنا على غرس الأشجار حتى عند قيام الساعة، كما جاء في الحديث الشريف أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إِنْ قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة أو شتلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل).
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة).
وما روي عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتـين يقول: من نصب شجرة فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر كان له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند الله عز وجل).
هذا التوجيه النبوي الشريف جعلهم يرسمون رؤية واضحة لهذه المبادرة يسعون من خلالها لتنفيذ مسطحات خضراء يستفيد منها جميع أبناء المحافظة ثمرًا وظلًا ومنظرًا.
وسعوا لتحقيق رسالتهم السامية بإدارة متكاملة لنشر الغطاء النباتي بالاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والموارد المتاحة من أجل بيئة خضراء صحية لنا وللأجيال القادمة محققين القيمة الفعلية لهذه الرابطة بالصدق والتكامل في العمل التطوعي والإنجاز والانتماء.
فلهم منا كل تقدير ومحبة، متمنين من المحافظة والبلدية والتعليم المساهمة في دعم هذه المبادرة؛ كلٌّ فيما يخصه.
ومضة:
تشجيع الناس على التشجير الجميع يدعمه، ولكن قبل هذا يجب أن تتكاتف جهودنا لوقف الاحتطاب، فما نزرعه اليوم سيكون حتمًا هدية الغد.
محمد الرايقي
مقالات سابقة للكاتب